صقلية: جوهرة البحر الأبيض المتوسط

المحتويات

العنوان الرابط
نظرة عامة على جزيرة صقلية الفقرة الأولى
الموقع الجغرافي والمناخ الفقرة الثانية
التضاريس والبراكين الفقرة الثالثة
السكان والهوية الثقافية الفقرة الرابعة
علم صقلية الفقرة الخامسة
الاقتصاد والتعليم الفقرة السادسة
الثقافة والتراث الفني الفقرة السابعة
رحلة عبر التاريخ الفقرة الثامنة
مدن صقلية الشهيرة الفقرة التاسعة
السياحة في صقلية الفقرة العاشرة

مقدمة عن جزيرة صقلية

تُعرف صقلية (بالإيطالية: Sicilia) بأنها أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط. تحيط بها جزر أصغر حجماً مثل الجزر الإيولية، وجزر إيجادي، وجزر بيلاجي، وبانتيليريا، وأوستيكا. تتميز الجزيرة بوجود براكين عدة، وقد جعل موقعها الجغرافي الاستراتيجي منها ملتقىً لثقافاتٍ وحضاراتٍ متعددة عبر التاريخ، مما انعكس بوضوح على فنونها، موسيقاها، مأكولاتها، ومواقعها الأثرية. كان اسمها القديم “تريناكريا”، وهي اليوم منطقة تتمتع بالحكم الذاتي ضمن إطار الدولة الإيطالية، وعاصمتها مدينة باليرمو.

جغرافية صقلية ومناخها

تقع صقلية جنوب إيطاليا في البحر الأبيض المتوسط، على بُعد حوالي 160 كم شمال شرق تونس. يفصل مضيق مسينة بينها وبين إقليم كالابريا الإيطالي. تبلغ مساحتها حوالي 25,708 كيلومتراً مربعاً. يتميز مناخ صقلية بأنه متوسطي وشبه استوائي، معتدل وماطر في الشتاء، وحار وجاف في الصيف. تتأثر الجزيرة برياح “سيروكو” القادمة من أفريقيا، والتي ترفع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في الصيف، و20 درجة مئوية في الشتاء. تختلف كمية الأمطار السنوية باختلاف المناطق، من 400-600 ملم في المناطق السهلية إلى 1200-1400 ملم في المناطق الجبلية.

التضاريس والبراكين في صقلية

من أبرز معالم صقلية التضاريسية براكينها النشطة والخامدة، بالإضافة إلى الجزر البركانية المحيطة بها. يُعزى وجود هذه البراكين إلى موقع صقلية على منطقة التقاء الصفيحة التكتونية الأوروآسيوية مع الصفيحة الأفريقية. يعتبر جبل إتنا، الواقع على الساحل الشرقي بالقرب من مسينة وقطانية، أهم هذه البراكين. تتميز الجزيرة بطابعها الجبلي، مع وجود سهل قطانية الخصب في شرقها. كما تضم شواطئ حصوية وسواحل صخرية وحقول حمم بركانية.

السكان وهوية صقلية

يبلغ عدد سكان صقلية حوالي 5 ملايين نسمة (إحصائيات 2019). يغلب على سكانها الطابع الريفي بسبب بعد الجزيرة عن البر الرئيسي لإيطاليا. يتميز شعب صقلية بتنوعه العرقي الكبير نتيجة موقع الجزيرة الاستراتيجي، حيث شهدت تدفقاً لأعراق مختلفة عبر التاريخ. تتحدث أغلبية السكان الإيطالية، بالإضافة إلى اللغة الصقلية، وهي لغة رومانسية فريدة متأثرة باليونانية، اللاتينية، الأراغونية، العربية، اللومباردية، والفرنسية النورمانية. يعتنق غالبية السكان المسيحية الكاثوليكية، مع وجود أقلية مسلمة صغيرة في باليرمو ومازارا ديل فالو.

علم صقلية

اعتمدت صقلية علمها الرسمي عام 2000، مستخدمة بذلك الراية التاريخية منذ عام 1282. يتكون العلم من خلفية مقسمة قطرياً بالألوان الأحمر (يمثل مدينة كورليوني) والأصفر (يمثل باليرمو). وفي مركزه، رمز “تريناكريا”، الذي يُعتقد أنه رمز شمسي أو يمثل نقاط الجزيرة الثلاث، ويظهر فيه وجه ميدوسا.

الاقتصاد والتعليم في صقلية

يعتمد اقتصاد صقلية بشكل رئيسي على الزراعة، بفضل تربتها الخصبة التي تنتج محاصيل متنوعة مثل القمح، الشعير، الذرة، الزيتون، الحمضيات، اللوز، العنب، والقطن. لكن هذا القطاع يعاني من بعض التحديات مثل الجفاف، غياب مالكي الأراضي، واستخدام أساليب زراعة بدائية. كما يساهم قطاع الصناعة بشكل كبير، ويشمل تصنيع الأغذية، المواد الكيميائية، الأسمدة، المنسوجات، السفن، والمنتجات الجلدية. تملك صقلية موانئ رئيسية في باليرمو، قطانية، ومسينة، لكن اقتصادها لا يزال أقل تطوراً مقارنة ببعض المدن الإيطالية الأخرى.

يتكون التعليم الأساسي في صقلية من ثلاث مراحل: ابتدائية (6-10 سنوات)، متوسطة (11-13 سنة)، وثانوية (اختيارية بين مسار نظري ومسار مهني). بعد التعليم الأساسي، يبحث البعض عن عمل، بينما يكمل آخرون تعليمهم الجامعي. تتضمن الجامعة ثلاث سنوات من الدراسات العامة، متبوعة بسنتين من التخصص.

الثقافة والتراث الفني

يتمتع الشعب الصقلي بثقافة عائلية تقليدية، مع عادة الاسترخاء بعد الظهر. يفتخر سكان صقلية بتاريخهم العريق، وهذا ما ينعكس في أطباقهم التقليدية، ومأكولاتهم البحرية، وخاصة سمك التونة وأبو سيف، بالإضافة إلى استخدام الخضراوات الطازجة كالباذنجان والفلفل والطماطم، ولحوم الضأن والحصان. تشتهر صقلية بأطباق مثل أرانشيني، باستا ألا نورما، الكسكسي الصقلي، وكابوناتا، وحلويات مثل جرانيتا وكانولي.

تمتلك صقلية تاريخاً غنياً في الفنون، حيث ألهمت مدرسة صقلية الشعر الإيطالي في القرن الثالث عشر، وخرج منها فنانون مشهورون. كما تضمّ العديد من الآثار اليونانية، الرومانية، والبيزنطية، مثل الفخار، الفسيفساء، المباني، المعابد، الحصون، والمواقع الأثرية في جرجنت، هيراكليا مينوا، وكاتوليكا إيراكليا، وهيميرا، وسيجيستا، وسيلينوس.

تاريخ صقلية

كانت صقلية غير مأهولة بالسكان قبل نحو 10 آلاف عام، لكن موقعها الاستراتيجي جذب العديد من الحضارات. سكنها الإغريق بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد، ثم أصبحت أول مقاطعة رومانية في القرن الثالث قبل الميلاد. تعرضت لغزو البيزنطيين عام 535 ميلادي، ثمّ العرب عام 965 ميلادي، ليسيطر عليها النورمان عام 1060 ميلادي. أصبحت جزءاً من مملكة نابولي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، ثمّ حكمها البوربون في القرن الثامن عشر. شهدت الجزيرة ثورة جوزيبي غاريبالدي عام 1860 ميلادي، لتصبح جزءاً من مملكة إيطاليا، ثم حصلت على حكمها الذاتي عام 1947 ميلادي.

أشهر مدن صقلية

باليرمو: أكبر مدن صقلية، تقع على الساحل الشمالي الغربي، ويوجد بها ميناء رئيسي وهي مركز الحكومة الصقلية.

قطانية: ثاني أكبر مدينة، تقع شرق الجزيرة على سهل قطانية، وتتميز بصناعتها ونقلها.

مسينة: ثالث أكبر مدينة، تقع على مضيق مسينة، وتُعتبر بوابة صقلية، وتتميز بمينائها الطبيعي.

السياحة في صقلية

تُعتبر صقلية وجهة سياحية مميزة، ويفضل زيارتها في فصل الصيف للاستمتاع بشواطئها، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع درجات الحرارة أحياناً. أما خلال شهري أبريل ومايو، فإنّ درجات الحرارة تكون أكثر اعتدالاً ومناسبة للجولات السياحية. من أبرز المعالم السياحية: كاتدرائية مونريالي، وادي المعابد، فسيفساء كنائس باليرمو، المعابد الشرقية في سيلينوس، وجبل إتنا.

Exit mobile version