شرح وتدبر سورة التين

استكشاف معاني سورة التين. نبذة عن السورة وأسباب النزول. تفسير مبسط لآيات سورة التين.

تأملات في آيات سورة التين

تعتبر سورة التين من السور القصيرة ذات المعاني العميقة، وهي تتضمن قسماً من الله -عز وجل- بمخلوقاته، وبياناً لحال الإنسان ومصيره.

(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)

يقسم الله سبحانه وتعالى بالتين والزيتون، وهما من الثمار المباركة، وقيل إن الإشارة هنا إلى الأرض التي يكثر فيها التين والزيتون، وهي أرض فلسطين، مهبط النبوة وموطن عيسى -عليه السلام-. والله تعالى له الحق أن يقسم بما شاء من خلقه، أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله.

(وَطُورِ سِينِينَ)

أقسم الحق – تبارك وتعالى – بطور سينين، وهو الجبل الذي كلم الله عنده موسى -عليه السلام-، وهو مكان له أهمية دينية كبيرة.

(وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ)

ويقسم الله بمكة المكرمة، البلد الحرام، مهبط الوحي ومبعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهي أشرف بقاع الأرض وأحبها إلى الله، وفي هذا القسم تشريف لهذه الأماكن المباركة التي شهدت الرسالات السماوية.

(لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)

بعد هذا القسم بهذه الأماكن المقدسة، يأتي بيان عظمة خلق الإنسان، فقد خلقه الله في أحسن صورة وأكملها، ومنحه العقل والفطرة السليمة، ليميزه عن سائر المخلوقات، فلا يوجد مخلوق أكرم وأفضل من بني آدم.

(ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)

لكن هذا الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم، إذا انحرف عن طريق الحق، ولم يطع الله ورسله، فإن مصيره سيكون (أسفل سافلين)، أي في الدرك الأسفل من النار.

(إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)

أما الذين آمنوا بالله ورسوله، وعملوا الأعمال الصالحة، فإنهم يستثنون من هذا المصير، ولهم أجر عظيم وثواب دائم لا ينقطع ولا ينقص، جزاءً على إيمانهم وعملهم الصالح.

(فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ* أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)

فبعد كل هذه النعم والآيات، أيّ شيء يدعوك أيها الإنسان إلى التكذيب بالدين ويوم القيامة والجزاء؟ أليس الله هو أحكم الحاكمين، الذي يقضي بين الناس بالعدل، ولا يظلم أحداً؟

معلومات أساسية حول سورة التين

سورة التين هي سورة مكية، أي نزلت في مكة المكرمة قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وعدد آياتها ثماني آيات فقط، وهي من قصار السور في القرآن الكريم. وتُعرف أيضًا باسم سورة (والتين). وقد نزلت بعد سورة البروج وقبل سورة لإيلاف قريش.

ورد في فضلها حديث عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال:

(صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- العِشَاءَ فَقَرَأَ بـ “التِّينِ والزَّيْتُونِ”)

وقد تناولت السورة عدة محاور رئيسية، منها:

  • قسم الله -تعالى- بالأماكن المقدسة التي شهدت الرسالات السماوية.
  • تكريم الله للإنسان بخلقه في أحسن صورة وتقويم.
  • بيان مصير المكذبين بالدين وأنهم سيردون إلى أسفل سافلين.
  • بيان جزاء المؤمنين وثوابهم العظيم الذي لا ينقطع.

ظروف نزول سورة التين

ذكر في سبب نزول سورة التين أن بعض الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- قد بلغوا من العمر عتياً، وأصابهم الخرف وفقدوا القدرة على القيام بالأعمال الصالحة التي كانوا يقومون بها في شبابهم، فتساءل الناس عن حالهم، فأنزل الله تعالى قوله:

(ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)

إلى آخر السورة، لبيان أن هؤلاء معذورون، وأن أجرهم مستمر على ما كانوا يعملون قبل فقدانهم عقولهم، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

المراجع

  • القرآن الكريم
  • تفسير السعدي
  • تفسير العثيمين جزء عم
  • التفسير الوسيط لطنطاوي
  • صحيح مسلم
  • كتاب لباب النقول للسيوطي
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

استنارة حول سورة التين: معانيها وتفسيراتها

المقال التالي

مقاصد سورة الجاثية وأهميتها

مقالات مشابهة