شرح مبسط لمقدمة سورة البقرة للأطفال

تفسير مبسط للأجزاء الأولى من سورة البقرة موجه للأطفال. يتضمن شرح الحروف المقطعة، صفات المتقين، الكافرين، المنافقين، دلائل قدرة الله، وبشارة المؤمنين.

مقدمة

سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن الكريم، وتحتوي على الكثير من الأحكام والقصص والعبر. في هذا المقال، سنقوم بتبسيط شرح الأجزاء الأولى من السورة، بحيث تكون مفهومة وسهلة للأطفال.

الحروف المقطعة في بداية السورة

تبدأ سورة البقرة بالأحرف “الم”. هذه الأحرف تسمى الحروف المقطعة، وقد ذكر العلماء تفسيرات عديدة لمعناها. أحد أشهر هذه التفسيرات أنها جاءت لتحدي الناس أن يأتوا بمثل هذا القرآن، بالرغم من أنه مكون من نفس الحروف التي يعرفونها ويتحدثون بها.

خصائص المتقين

تبدأ السورة بوصف القرآن بأنه هداية للمتقين. قال تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ). والمتقين هم الذين يخافون الله ويتبعون أوامره ويتجنبون نواهيه. ولهم صفات مميزة، منها:

  • الإيمان بالغيب: وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكل ما أخبرنا به الله ورسوله مما لا نراه.
  • إقامة الصلاة: أي أداء الصلاة في وقتها بشروطها وأركانها.
  • إخراج الزكاة: وهي إعطاء جزء من المال للفقراء والمحتاجين، كما أمر الله تعالى. قال تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).
  • الإيمان بالرسل والكتب السماوية: المتقون يؤمنون بجميع الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله، وبجميع الكتب السماوية التي أنزلها عليهم. قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

فمن اتصف بهذه الصفات، فقد استحق الفوز والنجاح في الدنيا والآخرة.

أحوال الكافرين

بعد وصف المتقين، تنتقل الآيات للحديث عن الكافرين، وهم الذين رفضوا الإيمان بالله ورسوله. هؤلاء الأشخاص، سواء أنذرتهم أم لم تنذرهم، فإنهم لا يؤمنون؛ بسبب عنادهم وتكبرهم. وقد ختم الله على قلوبهم وأبصارهم، فلا يستطيعون رؤية الحق أو سماعه. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ).

صفات المنافقين

ثم تتحدث الآيات عن المنافقين، وهم الذين يظهرون الإيمان بألسنتهم، ولكن قلوبهم مملوءة بالكفر والحقد. هؤلاء يظنون أنهم يخدعون الله والمسلمين، ولكنهم في الحقيقة يخدعون أنفسهم. قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ).

يحاول المنافقون خداع الله والذين آمنوا، ولكن الله يعلم ما في قلوبهم وسوف يفضحهم. قال تعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ).

قلوب المنافقين مريضة بمرض النفاق، وسيزيدهم الله مرضًا، ولهم عذاب أليم بسبب كذبهم. قال تعالى: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ).

آيات تدل على عظمة الله

تذكر الآيات بعض الدلائل التي تدل على قدرة الله وعظمته، والتي يجب أن تدفعنا إلى توحيده وطاعته. قال تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ). ومن هذه الدلائل:

  • جعل الأرض ممهدة ومناسبة للعيش عليها.
  • إنزال المطر من السماء، الذي يحيي الأرض وينبت الزرع.
  • إخراج الثمرات المختلفة التي نأكلها ونستمتع بها.

كل هذه النعم تستحق الشكر والتقدير لله وحده، وعدم جعل شركاء له.

بشارة للمؤمنين

تبشر الآيات المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالجنة التي تجري من تحتها الأنهار، والتي فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قال تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

الثمار في الجنة تشبه ثمار الدنيا في الشكل والاسم، ولكنها تختلف في الطعم واللذة. وفي الجنة أزواج مطهرة من كل عيب ونقص، والمؤمنون خالدون فيها إلى الأبد.

قصة خلق آدم عليه السلام

تحكي الآيات قصة خلق آدم عليه السلام، وكيف أمر الله الملائكة بالسجود له تكريمًا وتشريفًا. قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).

الملائكة استغربت من خلق آدم، لأنها علمت أنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء، ولكن الله أعلم بما هو أصلح وأحكم.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

دلالات ألوان الأحذية في الأحلام للفتاة العزباء

المقال التالي

شرح الآيات الأخيرة من سورة البقرة

مقالات مشابهة