شرح مبسط لسورة يس للصغار

شرح مبسط لسورة يس موجه للأطفال. يتناول تفسير الآيات المتعلقة بإثبات الرسالة وموقف المكذبين من المرسلين، وشرح الآيات الخاصة بإيقاظ الغافلين.

مقدمة في فهم سورة يس

يعتمد فهم معاني سور القرآن الكريم على أسس وقواعد محددة. وعند شرح سور القرآن للأطفال، يجب الحرص على تقديم تفسير مبسط وسهل، مع التأكد من دقته ومناسبته لمستوى إدراك الطفل، حتى يتمكن من فهم الآيات واستيعاب المقصد منها. فيما يلي، نقدم شرحاً مبسطاً لسورة يس موجه خصيصاً للأطفال.

توضيح الآيات الدالة على صدق الرسالة وموقف المعاندين

يشمل هذا الجزء الآيات من (1-32). وفيما يلي توضيح لمعانيها بأسلوب سهل:

قال الله -تعالى-:

“(يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ)” [يس: 1-6].

يبين لنا الله -سبحانه وتعالى- أن القرآن الكريم هو كتاب عظيم ومحكم، لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله، وأن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو واحد من الرسل الذين أرسلهم الله إلى الناس كافة. وهو يسير على طريق واضح ومستقيم، وهذا القرآن هو تنزيل من الله العزيز الرحيم. وقد أرسله الله لينذر قوماً لم يأتهم نذير من قبل، وكانوا يعيشون في غفلة عن الحق.

ويقول الله -تعالى-:

“(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ)” [يس: 13-15].

يأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- بأن يذكر لقومه قصة أصحاب القرية، لعلهم يعتبرون ويتعظون. أرسل الله إلى هذه القرية رسولين، ولكن أهلها كذبوهما. فأرسل الله رسولاً ثالثاً ليؤكد لهم أنهم مرسلون من الله، ويدعونهم إلى عبادة الله وحده. ولكن أهل القرية لم يؤمنوا بهم، وقالوا لهم: “أنتم بشر مثلنا، ولم ينزل الرحمن شيئاً، إنكم تكذبون.”

وقد جاء رجل من أقصى المدينة يسعى، يدعو قومه إلى اتباع المرسلين، لكنهم أصروا على تكذيبهم، فأهلكهم الله. قال الله -تعالى-:

“(وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ * إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ)” [يس: 28-29].

تفسير الآيات التي تنبه الغافلين

يشمل هذا الجزء الآيات من (33-70). وفيما يلي توضيح لمعانيها بأسلوب سهل:

يذكر الله -تعالى- الناس بنعمه عليهم، مثل إحياء الأرض بعد موتها وإنبات الزروع والثمار، كما في قوله -تعالى-:

“(وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ)” [يس: 33].

ومن النعم أيضاً خلق الليل والنهار وتعاقبهما، فالليل يأتي بعد النهار، ويحل الظلام بعد النور، ثم تطلع الشمس من جديد. كما قال -تعالى-:

“(وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ)” [يس: 37].

ثم يخوف الله -تعالى- الناس من يوم القيامة، ويذكرهم بأهواله، فيقول -تعالى-:

“(وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)” [يس: 48-51].

يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- عن الكفار الذين يكذبون بيوم القيامة ويستبعدون وقوعه. ويرد الله عليهم بأن الساعة ستأتي فجأة، وأن النفخة الأولى ستصيبهم وهم غافلون، يختصمون ويتنازعون في أمور الدنيا، ولن يتمكنوا من فعل أي شيء لأن الساعة ستأخذهم بغتة.

بيان الآيات المتعلقة بعظمة الخالق

قال -تعالى-:

“(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)” [يس: 78-79].

يأمر الله -تعالى- نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يرد على المشركين الذي تعجبوا كيف يحيي الله العظام بعد أن بليت وتفتت، فيقول لهم: الذي يحييها هو الذي خلقها أول مرة، فهو قادر على كل شيء وعليم بكل شيء.

فالله -سبحانه وتعالى- هو وحده العالم بكل شيء، وهو المحيي والمميت، وإذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون. قال -تعالى-:

“(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)” [يس: 82].

أي أن الله -تعالى- إذا أراد أن يخلق شيئاً فإنه لا يحتاج إلى جهد أو تعب، بل يأمر به فيكون على الفور.

المراجع

  • تفسير القرآن العظيم لابن كثير
  • تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن السعدي
  • جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير الطبري
Total
0
Shares
المقال السابق

تدبرات في سورة نوح للأجيال الناشئة

المقال التالي

تحليل وتدبر سورة يونس

مقالات مشابهة