شرح مبسط لسورة المعارج للأطفال

استكشاف معاني سورة المعارج: نظرة مبسطة للأطفال. تعرف على استعجال الكفار للعذاب، وأمر النبي بالصبر، ومشاهد يوم القيامة، وصفات المصلين، وأحوال المؤمنين في الدنيا والآخرة.

استعجال الكفار للعذاب

تبدأ سورة المعارج بعرض كيفية استخفاف الكفار بالعذاب واستعجالهم لوقوعه. توضح الآيات هذه الجرأة:

قال تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ) [المعارج: 1-3].

يشير هذا المقطع إلى أن أحدهم طلب أن يرى العذاب الذي ينتظر الكافرين، متحدياً بذلك قدرة الله. هذا العذاب لا مفر منه وسيقع على الكافرين، وهو صادر من الله الذي يملك المعارج، وهي الدرجات التي تصعد فيها الملائكة.

وتكمل الآيات: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج: 4].

توضح هذه الآية أن الملائكة وجبريل عليه السلام يصعدون إلى الله في يوم عظيم، يعادل خمسين ألف سنة من سنين الدنيا، مما يدل على عظمة هذا اليوم وهوله.

توجيهات نبوية بالصبر

بعد ذلك، تنتقل الآيات الكريمة لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة التحلي بالصبر الجميل في مواجهة تكذيب الكافرين:

(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا) [المعارج: 5-7].

الصبر الجميل هو الصبر الذي لا يصحبه شكوى أو تذمر إلا لله. الكفار يستبعدون وقوع العذاب ويظنونه بعيداً، بينما يؤكد الله تعالى أنه قريب الوقوع، وهو أمر يسير عليه.

لمحات من أهوال يوم الحساب

تصف الآيات التالية بعضاً من مشاهد وأهوال يوم القيامة، مما يعطي تصوراً عن عظمة ذلك اليوم:

(يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا * يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ) [المعارج: 8-14].

في ذلك اليوم، تتحول السماء إلى مادة منصهرة، وتصبح الجبال كالصوف المتطاير. لا يسأل قريب عن قريبه من شدة الهول، وكل شخص مشغول بنفسه. يتمنى المجرم لو يفتدي نفسه من العذاب بأغلى ما يملك، حتى بأبنائه وأهله وعشيرته، بل بكل من في الأرض.

(كَلَّا إِنَّهَا لَظَىٰ * نَزَّاعَةً لِلشَّوَىٰ * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ * وَجَمَعَ فَأَوْعَى) [المعارج: 15-18].

هذه الآيات تصف مصير المكذبين بالعذاب، حيث تنتظرهم نار لظى، وهي نار ملتهبة تنزع الأطراف وتدعو إليها كل من أعرض عن الحق وجمع المال ولم يؤدِ حق الله فيه.

المصلون واستثناؤهم من الجزع وأوصافهم

تستعرض الآيات صفات الذين ينجون من عذاب الله، والسبب في نجاتهم:

(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) [المعارج: 19-35].

توضح هذه الآيات أن الإنسان بطبعه عجول وجزوع إذا أصابه شر، وبخيل إذا ناله خير. إلا أن المصلين يختلفون، فهم يتمسكون بصلاتهم ويؤدونها باستمرار، ويخرجون الزكاة للمستحقين، ويؤمنون بيوم القيامة، ويخافون عذاب ربهم، ويحفظون فروجهم إلا على أزواجهم، ويؤدون الأمانات والعهود، ويشهدون بالحق، ويحافظون على صلاتهم. هؤلاء هم الذين يكرمهم الله بجنات النعيم.

أحوال المؤمنين في الحياة الدنيا والآخرة

تصف الآيات حالة المؤمنين، وانصراف الكافرين عن الحق، وتذكيرهم بأصل خلقتهم:

(فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ * فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) [المعارج: 36-44].

تلوم الآيات الكافرين الذين ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم باستخفاف، وتذكرهم بأنهم مخلوقون من ماء مهين، وتقسم برب المشارق والمغارب على قدرته على استبدالهم بقوم خير منهم. ثم تأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتركهم في لهوهم حتى يلاقوا يوم القيامة، حيث يخرجون من القبور مسرعين، خاشعة أبصارهم، تغشاهم الذلة، وهو اليوم الذي كانوا يوعدون به.

الدروس والعبر المستفادة من السورة

من خلال فهم آيات سورة المعارج، يمكن استخلاص العديد من الدروس والعبر، منها:

  • الإيمان باليوم الآخر وأهواله.
  • التحلي بالصبر الجميل اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
  • الحرص على أداء الصلاة وعدم التهاون فيها.
  • الاقتداء بالأعمال الصالحة التي ذكرت في السورة، مثل أداء الأمانات وحفظ الفروج.
  • تجنب الاستهزاء بالدين والنبي صلى الله عليه وسلم.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فهم معاني سورة المعارج

المقال التالي

استخلاصات من سورة الملك: تدبرات في آياتها

مقالات مشابهة