تفسير آيات سورة المسد
سورة المسد هي سورة مكية قصيرة تتضمن معاني عميقة. فيما يلي شرح مبسط لآيات السورة:
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ
تفسير هذه الآية: دعاء على أبي لهب بالخسران والهلاك، وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يعاديه ويؤذيه.
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ
تفسير هذه الآية: لن ينقذ مال أبي لهب ولا ما جمعه من ثروة من عذاب الله يوم القيامة.
سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ
تفسير هذه الآية: سيدخل أبو لهب ناراً ملتهبة شديدة الحرارة.
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ
تفسير هذه الآية: وستعذب معه زوجته (أم جميل)؛ لأنها كانت تعين زوجها على أذية النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تحمل الشوك وتضعه في طريقه.
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
تفسير هذه الآية: ستكون في عنقها حبلاً مصنوعاً من ليف خشن تجر به في نار جهنم جزاء ما فعلت.
معلومات أساسية عن سورة المسد
فيما يلي بعض الحقائق الهامة حول سورة المسد:
- سورة المسد مكية، أي نزلت في مكة المكرمة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.
- عدد آياتها خمس آيات فقط.
- تُعرف أيضاً باسم سورة أبي لهب.
- تعتبر السورة الوحيدة التي نزلت خصيصاً لذم شخص معين، وهو أبو لهب وزوجته، بسبب أذيتهما للنبي صلى الله عليه وسلم.
- توضح السورة أن النسب والشرف لا قيمة لهما عند الله إذا كان الإنسان كافراً، وأن المال لا يغني عن عذاب الله.
الدافع وراء نزول سورة المسد
لسورة المسد قصة مهمة تتعلق بسبب نزولها:
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد على جبل الصفا في مكة، ونادى على قبائل قريش ليحذرهم من عذاب الله.
فعن عبدالله بن عباس: أنَّ النَّبيَّ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ إلى البَطْحَاءِ، فَصَعِدَ إلى الجَبَلِ فَنَادَى: «يا صَبَاحَاهْ». فَاجْتَمَعَتْ إلَيْهِ قُرَيْشٌ، فَقالَ: «أرَأَيْتُمْ إنْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ مِن سَفْحِ هذا الجَبَلِ، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قالوا: ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا. قالَ: «فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ».
فأجابه أبو لهب قائلاً: “تباً لك، ألهذا جمعتنا؟”
فأنزل الله تعالى هذه السورة:
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ.
