المحتويات:
مدخل إلى سورة الفيل
تعتبر سورة الفيل من السور القرآنية القصيرة والميسرة للحفظ، تتضمن قصة ذات عبر عظيمة. فيما يلي شرح مبسط لهذه السورة بأسلوب سلس وواضح:
قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ). [١]
فيما يلي توضيح لمعاني بعض الكلمات الواردة في السورة:
- أصحاب الفيل: هم أبرهة وجيشه الذي جاء لهدم الكعبة.
- كَيْدَهُم: خطتهم ومكرهم لهدم الكعبة المشرفة.
- تضْليل: إبطال وإفشال.
- أبابيل: جماعات كبيرة من الطير.
- سِجِّيل: طين متحجر من نار.
- كعصْفٍ مأكول: كالتبن الذي أكلته الدواب ثم أخرجته.
المفهوم العام للسورة الكريمة
تسلط هذه السورة الضوء على قصة أصحاب الفيل الذين استقووا بقوتهم وجيوشهم، وتجاهلوا قدرة الله عز وجل. لقد جاؤوا بنية هدم الكعبة بجيش اعتقدوا أنه لا يقهر، ولكن الله أهلكهم بطريقة معجزة بواسطة مخلوقات ضعيفة، كانت جندًا من جنود الله. الجدير بالذكر أن ولادة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- كانت في ذلك العام المبارك.
شرح الآيات:
- (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ): أي ألم تعلم يا محمد كيف انتقم ربك من أبرهة وجيشه عندما نووا هدم بيت الله الحرام؟
- (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ): أي ألم تر كيف أفشل الله مكرهم ورد كيدهم في نحورهم؟
- (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ* تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ): أي أرسل الله عليهم جماعات من الطيور تحمل في مناقيرها حجارة من نار.
- (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ): أي أصبحوا كالزرع الذي أكلته الدواب وداسته.
حكاية أصحاب الفيل للأطفال
في أرض الحبشة، كان هناك ملك نصراني يدعى أبرهة الأشرم. بنى كنيسة عظيمة ليجعل الناس يحجون إليها بدلاً من الكعبة. وعندما رأى أن الناس لا يزالون يذهبون إلى الكعبة، جهز جيشًا ضخمًا يقوده الفيلة، وكان أكبر فيل فيهم يسمى “محمود”. انطلق أبرهة بجيشه إلى مكة المكرمة لهدم الكعبة. فخرج عبد المطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- وقومه إلى الجبال يدعون الله أن يحمي بيته الحرام من أبرهة وجيشه. [٥]
كان عدد جيش أبرهة كبيرًا جدًا، ولم يكن باستطاعة أهل مكة مواجهتهم. فاستجاب الله لدعائهم. عندما أمر أبرهة الأشرم الفيل محمود أن يسير نحو الكعبة لهدمها، كان الفيل يرفض ويتجه إلى جهة أخرى. وفجأة، أرسل الله طيورًا أبابيل ملأت السماء، تحمل في مناقيرها حجارة من نار، فأهلك الله بها أبرهة وجيشه.[٥]
الفوائد والعظات من السورة
من الدروس المستفادة من سورة الفيل:
- عظمة مكانة بيت الله الحرام، وأن الله قادر على حمايته من كل شر.
- ضعف الكفار والمشركين أمام قدرة الله عز وجل.
- قدرة الله على معاقبة كل من يحاول إيذاء الكعبة المشرفة.
- إدراك قدرة الله في تسخير مخلوقاته لما يشاء.
- أهمية اللجوء إلى الله بالدعاء في الشدائد.
- نصرة الله لعباده الضعفاء.
المصادر
- سورة الفيل، آية: 5
- الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 407. بتصرّف.
- الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 404. بتصرّف.
- أحمد المراغي، تفسير المراغي، صفحة 244. بتصرّف.
- أبو عبد الكريم القشيري، تفسير القشيري، صفحة 768. بتصرّف.
- إسلام ويب (14/4/2013)،”أصحاب الفيل”،إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.