المحتويات
تفسير آيات القسم بالكون
تبدأ سورة الشمس بآيات عظيمة، يقسم فيها الله تعالى بمخلوقاته العظيمة الدالة على قدرته ووحدانيته. هذه المخلوقات تشمل:
- الشمس: النجم الساطع الذي يضيء الكون ويمدنا بالدفء والطاقة. قال تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا).
- القمر: الذي يعكس نور الشمس في الليل، ويهدينا في الظلام. قال تعالى: (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا).
- النهار: الذي يكشف كل شيء بضوء الشمس. قال تعالى: (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا).
- الليل: الذي يغطي الكون بظلامه ويهدأ فيه كل شيء. قال تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا).
- السماء: التي بناها الله بقدرته وإحكامه. قال تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا).
- الأرض: التي مهدها الله لتكون صالحة لحياة الإنسان والحيوان والنبات. قال تعالى: (وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا).
في هذه الآيات، يلفت الله نظرنا إلى عظمة خلقه، ويدعونا إلى التفكر في هذه المخلوقات العظيمة التي تدل على قدرته وإبداعه.
تفسير آيات القسم بالنفس البشرية
بعد القسم بالمخلوقات الكونية، ينتقل القسم إلى النفس البشرية وأهميتها. قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا).
يشير هذا القسم إلى أن الله -سبحانه وتعالى- أبدع خلق الإنسان، ومنحه القدرة على التمييز بين الخير والشر. فالله -عز وجل- سوى النفس البشرية، وأعطاها القدرة على إدراك طريق الفجور وطريق التقوى. وقد أوضح لنا -عز وجل- الخير والشر عن طريق إرسال الرسل والأنبياء -عليهم السلام-. وهذا من رحمته بنا، حيث وهبنا العقل، وأرسل لنا الرسل لكي يبينوا لنا الطريق الصحيح.
معنى الآيات حول حرية الاختيار
بعد القسم بالنفس وما سواها، يأتي بيان نتيجة هذا القسم وأثره على حياة الإنسان. قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).
الفلاح الحقيقي والنجاح الأكيد يكمن في تطهير النفس وتهذيبها وتعليمها الأخلاق الحميدة، وغرس فيها حب الخير والتقوى. أما الخسارة الحقيقية فهي في إهمال النفس وتركها للشهوات والمعاصي دون توجيه أو تربية. هذه الآيات تؤكد على حرية الإنسان في اختيار طريقه، فإما أن يسعى لتزكية نفسه ويكون من الفائزين، وإما أن يهملها ويكون من الخاسرين.
الدروس المستفادة من قصة قوم ثمود
تختتم السورة بذكر قصة قوم ثمود كنموذج لمن اختاروا طريق الخسران والعذاب. قال تعالى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا).
يذكر الله -عز وجل- هنا قصة قوم ثمود الذين كذبوا نبيهم صالح -عليه السلام- بسبب طغيانهم وتكبرهم. قام أشقى القوم بقتل الناقة التي أمرهم نبيهم بالحفاظ عليها وعدم إيذائها. فكانت نتيجة فعلهم الشنيع أن أهلكهم الله بعذاب شديد لم ينج منه أحد. هذه القصة عبرة لنا لكي نعتبر ونتجنب طريق الطغيان والعصيان، ونختار طريق الإيمان والتقوى.