فهرس المحتويات
- مقدمة عن ابن زريق البغدادي
- شرح قصيدة لا تعذليه
- معاني مفردات القصيدة
- الصور الفنية في القصيدة
- الأفكار الرئيسية في القصيدة
- نص قصيدة لا تعذليه
- المراجع
مقدمة عن ابن زريق البغدادي
ابن زريق البغدادي، واسمه الكامل علي بن زريق البغدادي، هو أحد الشعراء البارزين في العصر العباسي. ولد في بغداد وتوفي حوالي عام 420 هـ. اشتهر بشعره الذي يعبر عن مشاعر الحزن والفراق، خاصة في قصيدته الشهيرة “لا تعذليه”، التي كتبها أثناء إقامته في الأندلس. كانت هذه القصيدة نتاج تجربة شخصية مر بها الشاعر، حيث سافر إلى الأندلس طلبًا للرزق، لكنه لم يحصل إلا على القليل من المال، مما أثار في نفسه مشاعر الندم والحزن.
شرح قصيدة لا تعذليه
تبدأ القصيدة ببيت يخاطب فيه الشاعر محبوبته، التي كانت تلومه على سفره بحثًا عن الرزق. يقول الشاعر: “لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ، قَد قَلتِ حَقًا وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ”. هنا يعترف الشاعر بأن كلام محبوبته صحيح، لكنه لم يستطع الاستماع إليه بسبب ظروفه الصعبة. ثم يتابع الشاعر وصف مشاعره المؤلمة بسبب الفراق، ويذكر كيف أن الدهر قد ضيق عليه بالأحزان والمصائب.
في أبيات أخرى، يعبر الشاعر عن أسفه لرحيله، ويصف كيف أن المطامع الدنيوية دفعت به إلى السفر، مما جعله يفقد الأنس بحبيبته. يقول: “تَأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمهُ، للرزق كدًّا وكم ممّن يودعُهُ”. هنا يوضح الشاعر أن الطمع في المال جعله يتحمل التعب ويودع أحبابه.
معاني مفردات القصيدة
تحتوي القصيدة على العديد من المفردات التي تحتاج إلى شرح لفهمها بشكل أفضل. من بين هذه المفردات:
- العذل: المبالغة في اللوم.
- الخطب: الأمر الجلل أو المصيبة.
- فلك: المدار الذي تسبح فيه الأجرام السماوية.
- صدع: كسر أو شق.
- الكرخ: حي من أحياء بغداد.
الصور الفنية في القصيدة
تتميز القصيدة بصور فنية تعبر عن مشاعر الشاعر بشكل عميق. من هذه الصور:
- الزمان كالإنسان: في قوله “إنّ الزمان أراه في الرحيل غِنًى”، يجعل الشاعر الزمان كأنه إنسان يرى ويقرر.
- المطامع كالإنسان: في قوله “تأبى المطامع إلا أن تجشمه”، يجعل المطامع كأنها إنسان يرفض ويجبر.
- الدهر كالإنسان: في قوله “والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه”، يجعل الدهر كأنه إنسان يعطي ويمنع.
الأفكار الرئيسية في القصيدة
تدور القصيدة حول عدة أفكار رئيسية، منها:
- حزن الشاعر على فراق محبوبته.
- ندمه على سفره بحثًا عن الرزق.
- تسليمه لقضاء الله وقدره.
- وصفه للهموم والمصائب التي توالت عليه.
نص قصيدة لا تعذليه
إليكم نص القصيدة كاملة:
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ قَد قَلتِ حَقًا وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ جاوَزتِ فِي لَومهُ حَدًا أَضَرَّبِهِ مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلًا مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ قَد كانَ مُضطَلَعًا بِالخَطبِ يَحمِلُهُ فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ رَأيٌ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللهِ يَذرَعُهُ إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنًى وَلَو إِلى السِّندِ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمهُ للرزق كدًّا وكم ممّن يودعُهُ وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ رزقًا، وَلا دَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ قَد وَزَّع اللهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُم لَم يَخلُق اللهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصًا فلَستَ تَرى مُستَرزِقًا وَسِوى الغاياتِ تُقنَعُهُ وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُهُ إِرثًا وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ اِستَودِعُ اللهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَرًا بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحًى وَأَدمُعِي مُستَهِلَّاتٌ وَأَدمُعُهُ لا أَكذبُ اللهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ بِالبينِ عِنهُ وَقلبي لا يُوَسِّعُهُ رُزِقتُ مُلكًا فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ وَمَن غَدا لابِسًا ثَوبَ النَعِيم بِلَا شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللهَ يَنزَعُهُ اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ كَأسًا أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ الذَنبُ وَاللهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ إِنّي لَأَقطَعُ أيَّامِي وَأنفِقُها بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلي لَستُ أَهجَعُهُ لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذَا لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي بِهِ وَلا أَن بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ بالله يامنزل القصف الذي درست اثاره وعفت مذ غبت اربعه هل الزمان معيد فيك لذتنا أم الليالي التي مرت وترجعه فِي ذِمَّةِ اللهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذَا جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ لَأَصبِرَنَّ لِدهرٍ لا يُمَتِّعُنِي بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ عِلمًا بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجًا فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ عَل اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنَا جِسمي سَتَجمَعُنِي يَومًا وَتَجمَعُهُ وَإِن تُنلُّ أَحَدًا مِنّا مَنيَّتَهُ فَما الَّذي بِقَضاءِ اللهِ يَصنَعُهُ
المراجع
- مجموعة من المؤلفين، معجم الشعراء العرب، صفحة 152.
- السراج القارئ، مصارع العشاق، صفحة 23.
- “لا تعذليه فإن العذل يولعه”، الديوان.