جدول المحتويات
- نبذة عن الشاعر أبي الأسود الدؤلي
- شرح أبيات قصيدة ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
- معاني المفردات في القصيدة
- الصور الفنية في القصيدة
- الأفكار الرئيسية في القصيدة
- نص القصيدة كاملاً
- المراجع
نبذة عن الشاعر أبي الأسود الدؤلي
أبو الأسود الدؤلي، واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، هو أحد أبرز الشعراء والفقهاء في العصر الإسلامي. عاش في فترة الجاهلية والإسلام، وكان من أوائل من وضعوا أسس النحو العربي. اشتهر بحكمته وسرعة بديهته، وكان من التابعين الذين تركوا أثرًا كبيرًا في الأدب العربي. قصيدته “ابدأ بنفسك فانهها عن غيها” تعتبر من أبرز أعماله التي تعكس فلسفته في الحياة والأخلاق.
شرح أبيات قصيدة ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
تتناول القصيدة العديد من المواضيع الأخلاقية والحياتية، حيث يبدأ الشاعر بالحديث عن الحسد وكيف أنه يعيق النجاح. في البيت الأول يقول: “حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه”، مشيرًا إلى أن الحاسدين يعادون الناجحين دون أن يسعوا مثلهم. ثم ينتقل إلى الحديث عن ضرورة تجنب السفهاء، حيث يقول: “فاترُك محاورة السفيه فإنها ندمٌ وغبٌ بعد ذاك وخيم”، مؤكدًا على أن التعامل مع السفهاء يؤدي إلى الندم.
في الأبيات التالية، يوجه الشاعر النصح بضرورة إصلاح النفس قبل توجيه النصح للآخرين، حيث يقول: “ابدأ بنفسك فانهها عن غيها، فإذا انتهت عنه فأنت حكيم”. هذه الفكرة تعكس فلسفة الشاعر في أن الإصلاح الذاتي هو الأساس لتوجيه الآخرين.
معاني المفردات في القصيدة
تحتوي القصيدة على العديد من المفردات التي تحتاج إلى شرح لفهم المعنى الكامل للأبيات. على سبيل المثال، كلمة “صروم” تعني السيف القاطع، و”السفيه” يشير إلى الشخص الجاهل أو المبذر. كما أن كلمة “الغي” تعني الضلال أو الانحراف عن الطريق الصحيح.
الصور الفنية في القصيدة
تتميز القصيدة باستخدام العديد من الصور الفنية التي تعزز معاني الأبيات. على سبيل المثال، في البيت الذي يقول: “والوجه يشرق في الظلام كأنه بدرٌ منيرٌ والنساء نجوم”، يستخدم الشاعر التشبيه لوصف جمال المرأة بإشراق البدر في الظلام. هذه الصورة تعكس جمال المرأة وتأثيرها على المحيطين بها.
الأفكار الرئيسية في القصيدة
تتناول القصيدة عدة أفكار رئيسية، منها التحذير من الحسد وضرورة تجنب السفهاء. كما تؤكد على أهمية الإصلاح الذاتي قبل توجيه النصح للآخرين. بالإضافة إلى ذلك، تبرز القصيدة فضيلة الكرم وذم البخل، وتنصح بعدم التحدث في أعراض الناس.
نص القصيدة كاملاً
فيما يلي نص القصيدة كاملاً:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
حسدًا وبغيًا إنه لدميم
والوجه يشرق في الظلام كأنه
بدرٌ منيرٌ والنساء نجوم
وترى اللبيب محسدًا لم يجترم
شتم الرجال وعرضه مشتوم
وكذاك من عظمت عليه نعمة
حساده سيف عليه صروم
فاترُك محاورة السفيه فإنها
ندمٌ وغبٌ بعد ذاك وخيم
وإذا جرت مع السفيه كما جرى
فكلاكما في جريه مذموم
وإذا عتبت على السفيه ولمته
في مثل ما تأتي فأنت ظلوم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما وعظت ويقتدى
بالعلم منك وينفع التعليم
ويل الخلي من الشجي فإنه
نصب الفؤاد بشجوه مغموم
وترى الخلي قرير عين لاهيًا
وعلى الشجي كآبة وهموم
وتقول مالك لا تقول مقالتي
ولسان ذا طلق وذا مكظوم
لا تكلمن عرض ابن عمك ظالمًا
فإذا فعلت فعرضك المكلوم
وحريمة أيضًا حريمك فاحمه
كي لا يباع لديك منه حريم
وإذا اقتصصت من ابن عمك كلمة
فكلومه لك إن عقلت كلوم
وإذا طلبت إلى كريم حاجة
فلقاؤه يكفي والتسليم
فإذا رآك مسلمًا ذكر الذي
كلمته فكأنه ملزوم
ورأى عواقب حمد ذاك وذمه
للمرء تبقى والعظام رميم
فارجُ الكريم وإن رأيت جفاءه
فالعتب منه والكِرام كريم
إن كنت مضطرًا وإلا فاتخذ
نفقًا كأنك خائف مهزوم
واتركه واحذر أن تمر ببابه
دهرًا وعرضك إن فعلت سليم
فالناس قد صاروا بهائم كلهم
ومن البهائم قائد وزعيم
عميٌ وبكمٌ ليس يُرجى نفعهم
وزعيمهم في النائبات مليم
وإذا طلبت إلى لئيم حاجة
فألحَّ في رفقٍ وأنت مديم
واسكن قبالة بيته وفنائه
بأشد ما لزم الغريم غريم
وعجبت للدنيا ورغبة أهلها
والرزق فيما بينهم مقسوم
والأحمق المرزوق أعجب من أرى
من أهلها والعاقل المحروم
ثم انقضى عجبي لعلمي أنه
رزقٌ موافٍ وقته معلوم
المراجع
- ديوان أبو الأسود الدؤلي، الديوان.
- عبد الكريم الدجيلي، ديوان أبي الأسود الدؤلي.
- ابن هشام الأنصاري، شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب.
