فهرس المحتويات
تقديم عن السورة
سورة البينة هي سورة مدنية، أي أنها نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة. عدد آياتها ثماني آيات. وقد سُميت بهذا الاسم؛ لأن الله تعالى ذكر فيها كلمة “البينة” في أولها، وهي الدليل الواضح والحجة القاطعة. وتسمى أيضاً سورة “لم يكن” أو سورة “البرية”.
الأفكار الرئيسية في السورة
تتضمن سورة البينة عدة أفكار أساسية، منها:
- توضيح حال أهل الكتاب والمشركين قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستمرارهم على كفرهم حتى جاءتهم البينة.
- بيان الغاية الأساسية من الدين الإسلامي، وهي إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له.
- تحديد جزاء المؤمنين الصادقين، وعقاب الكافرين المكذبين يوم القيامة.
تفسير مبسط لآيات السورة
فيما يلي شرح مبسط لآيات سورة البينة:
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ)
يشير الله سبحانه وتعالى في هذه الآية إلى أن الكافرين من اليهود والنصارى والمشركين كانوا مصرين على كفرهم وضلالهم، ولن يتركوا ما هم عليه حتى يأتيهم الدليل القاطع والبرهان الواضح الذي وعدوا به في كتبهم.
(رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً)
هذه البينة هي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله تعالى ليتلو عليهم القرآن الكريم، وهو كلام الله الطاهر المنزه عن أي نقص أو عيب.
(فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ)
في هذه الصحف والآيات أحكام عظيمة وقيمة تدل الناس وترشدهم إلى الحق والصواب.
(وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ)
لكن أهل الكتاب اختلفوا وتفرقوا بعدما جاءهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالرغم من أنهم كانوا يعرفون الحق، ولكنهم اتبعوا أهواءهم ورفضوا الإيمان به.
(وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
وقد أمرهم الله في جميع الكتب السماوية بعبادته وحده لا شريك له، وأن يكونوا مخلصين في دينهم، وأن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وهذا هو الدين الحق الذي يجب عليهم اتباعه.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)
إن الذين كفروا بالله ورسوله من أهل الكتاب والمشركين، سيكون مصيرهم نار جهنم خالدين فيها أبداً، وهم شر الخلق وأسوؤهم جزاءً.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)
أما الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة، فهم خير الخلق وأفضلهم عند الله.
(جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)
جزاؤهم عند الله يوم القيامة جنات عدن، أي جنات دائمة لا يخرجون منها أبداً، تجري من تحتها الأنهار، وقد رضي الله عنهم بما قدموا من أعمال صالحة، وهم راضون عن الله بما أعطاهم من النعيم، وهذا الجزاء العظيم لمن خاف الله في السر والعلن.
الدروس المستفادة من السورة
يمكننا استخلاص العديد من الدروس والعبر من سورة البينة، ومن أهمها:
- أهمية اتباع الحق والإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- وجوب إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له.
- بيان عاقبة الكافرين والمؤمنين يوم القيامة.
- فضل العمل الصالح وأثره في نيل رضا الله والفوز بالجنة.