شرب الماء: الوقوف أم الجلوس؟

فهم سنة النبي ﷺ في شرب الماء

تناول هذا البحث حكم شرب الماء واقفاً، مستنداً إلى السنة النبوية الشريفة وأقوال العلماء المعاصرين. يُبرز البحث الاختلاف الظاهري في الروايات ويُوضح الموقف الشرعي الصحيح بناءً على فهم سليم للنصوص.

الروايات المتعلقة بشرب النبي ﷺ للماء واقفاً

تتضمن السنة النبوية روايات مختلفة حول شرب النبي ﷺ للماء، منها ما يدل على نهيه عن الشرب قائماً، ومنها ما يروي أنه شرب وهو واقف. فقد ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: (إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ ، وَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ).[١] كما جاء في روايات أخرى أن النبي ﷺ شرب من ماء زمزم وهو قائم.[٢]

التوفيق بين الروايات وبيان الحكم الشرعي

يُلاحظ وجود تفاوت في الروايات، وهذا ما دفع العلماء إلى التوفيق بينها. فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن شرب النبي ﷺ واقفاً كان في حالاتٍ خاصةٍ دعت إلى ذلك، وأنَّ السنة تُشير إلى أفضلية شرب الماء جالساً. فالنصوص التي تنهى عن الشرب قائماً تدل على كراهةٍ تنزيهية، لا على تحريم. وهذا هو المذهب الذي ذهب إليه علماء كبار أمثال ابن القيم في زاد المعاد والإمام النووي في شرح مسلم.[٣]

إن فعل النبي ﷺ لشيءٍ لا يعني تحريمه للمخالف، فقد كان ﷺ يُبين جواز الأمور المختلفة حسب الضرورة. فعلى سبيل المثال، توضأ النبي ﷺ مرةً واحدة، مع أن الوضوء ثلاث مرات أفضل، وطاف راكباً على بعير، مع أن المشي أفضل.[٢]

أهمية اتباع السنة النبوية في حياتنا اليومية

يُظهر هذا البحث أهمية التدبر والفهم الصحيح للنصوص الدينية، وتجنب الأخذ بالأحاديث بشكلٍ منفردٍ دون النظر إلى السياق العام. كما يُبرز أهمية الرجوع إلى أهل العلم وفتاواهم في فهم أحكام الشريعة الإسلامية وتطبيقها في حياتنا اليومية، فالتزامنا بالسنة النبوية هو سبيلنا إلى الهداية والتقوى.

المراجع

جدول المحتويات