فهرس المحتويات
وصف جهنم وعذابها الشديد |
موقع شجرة الزقوم في نار جهنم |
طعام وشراب أهل النار: عذابٌ لا يُوصف |
وصف جهنم وعذابها الشديد
يُحذر الله -عز وجل- من كفر عباده ونسيان ذكره، ويُنبئهم بعذابٍ عظيمٍ في الآخرة، وهو دخول نار جهنم. وقد وصف القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هذه النار ليرى الإنسان شدة عذابها، ليكون ذلك رادعاً له عن المعاصي والمحرمات. فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن نار جهنم أشد حرارةً من نار الدنيا بسبع وتسعين درجة، كما في البخاري. وقد وصف الله تعالى ناره بقوله: (كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى)[١]. فهي نارٌ مُحرقةٌ تُشوّهُ الوجوه وتنزع جلدها. لها قعرٌ بعيدٌ، وجبالٌ حامية، وأغلالٌ تُقيّدُ أيدي الكفار. يُضاف إلى ذلك طعامٌ مرٌّ حارٌّ، وشرابٌ يغلي، وأيامٌ كلها حسرة وندامة وذلّ. ولجهنم دركاتٌ، كما للجنة منازل، وأسوأ أهلها المنافقون، كما قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً)[٣]. وأخفّ الناس عذاباً في جهنم من يُوضع تحت قدميه جمرةٌ تغلي منها دماغه.
ويكابد الكافر في جهنم حرّها وعذابها وجوعها وعطشها، مُقيّدٌ بالسلاسل، مُغلّ اليدين، ينادي فلا يُجاب. وإذا رقّ جلده، بَدَّله الله جلداً آخر ليزيد في عذابه، خالداً فيه كما وعد الله.
موقع شجرة الزقوم في نار جهنم
يُعدّ طعام أهل النار من أشد ألوان عذابهم، وقد ذُكر في القرآن الكريم بقوله تعالى: (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ)[٤]. تنبت شجرة الزقوم في نار جهنم، وترتفع أغصانها في دركاتها، كما أخبر الله تعالى: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ)[٦]. وقد سخِر المشركون من قول النبي صلى الله عليه وسلم بأن شجرةً ستنبت في النار، لكن الله -عز وجل- قادرٌ على أن يجعل الشجر في النار دون أن تحرقه. فهو خالق النار وخالق الشجر.
وصفت ثمار شجرة الزقوم في القرآن الكريم بقوله تعالى: (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ)[٨]. وهذا التشبيه يدل على قبحها وبشاعتها، فالشيطان في ذهن الناس رمزٌ للشرّ والقبح.
طعام وشراب أهل النار: عذابٌ لا يُوصف
ذكر القرآن الكريم أنواعاً أخرى من طعام أهل النار غير الزقوم، فقال تعالى: (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ)[٩]. الغسلين هو الصديد الذي يخرج من أجسادهم، وهو منتهى القبح. وهناك طعامٌ آخر لا يُسمن ولا يُغني من جوع، كما في قوله تعالى: (لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ)[١٠]. كما وصف الله تعالى طعاماً آخر ذي غصةٍ يصعب بلعه، يقول تعالى: (إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا)[١١].
أما شرابهم فهو الماء المغلي، يقول تعالى: (وَإِن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَساءَت مُرتَفَقًا)[١٣]. وقال تعالى عن الكفار: (وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ)[١٤]. ولباسهم من نارٍ، مُقطّعةٍ، تزيدهم عذاباً، كما في قوله تعالى: (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ)[١٥]. إلى جانب كل هذا العذاب، يلازمهم الندم والحسرة والذلّ، تزيدهم الملائكة حسرةً بذكرهم لنعمة الرسالة ومواعظها التي كانوا يرفضونها، كما في قوله تعالى: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)[١٦].
[١] سورة المعارج، آية: 15،16. [٣] سورة النساء، آية: 145. [٤] سورة الدخان، آية: 43-46. [٦] سورة الصافات، آية: 64،65. [٨] سورة الصافات، آية: 65. [٩] سورة الحاقة، آية: 35-37. [١٠] سورة الغاشية، آية: 6-7. [١١] سورة المزمل، آية: 12-13. [١٣] سورة الكهف، آية: 29. [١٤] سورة محمد، آية: 15. [١٥] سورة الحج، آية: 19. [١٦] سورة الزخرف، آية: 77-78.