مشاركة عبد الرحمن بن عوف في الغزوات والمعارك
كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من أبرز الصحابة الذين شاركوا في الجهاد في سبيل الله. فقد شهد معركة بدر الكبرى، وكان من البيعة تحت الشجرة.[1,2] كما شارك في غزوة أحد وجميع الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم.[3]
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف في سرية إلى دومة الجندل، قائلاً له: “سِر بسم الله”، موصياً إياه كما كان يوصي سائر قادته.[4] ووجهه النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الغدر أو القتل أو إيذاء الأطفال.[5] كانت هذه السرية في شهر شعبان من السنة السادسة للهجرة، وكان معه سبعمائة رجل، هدفهم الدعوة إلى الإسلام.[6,7] استمرت هذه السرية ثلاثة أيام، أسلم خلالها شريف من أهل دومة الجندل يدعى الأصبغ بن عمرو الكلبي، وتزوج عبد الرحمن بن عوف ابنته تماضر، وأحضرها معه إلى المدينة. وقد أسلم عدد كبير من قومه، ودفع البعض الجزية.
مشاركة عبد الرحمن في الفتوحات الإسلامية
لم تتوقف جهود عبد الرحمن بن عوف الجهادية عند عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بل استمرت خلال عهد الخلفاء الراشدين. فقد شارك في معركة القادسية سنة 14 هـ، والتي شكلت بداية فتح المدائن.[8] كما شارك في معركة جلولاء سنة 16 هـ. وعند عودة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالغنائم من الفتوح، عهد إليه وعبد الله بن أرقم بحراستها.[8] كما شارك مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فتح القدس وصياغة العهدة العمرية سنة 15 هـ.[8]
ظل عبد الرحمن بن عوف قامة بارزة في الإسلام، تولى إمارة الحج في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكلف برعاية أمهات المؤمنين خلال موسم الحج. وكان مستشاراً بارزاً للدولة، وعُرف بحنكته في حلّ النزاعات.[9]
فضائل عبد الرحمن بن عوف
تميز عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بمناقب كثيرة وفضائل جليلة. كان من العشرة المبشرين بالجنة، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة في مناسبات عدة.[10, 11, 12] كان من السابقين إلى الإسلام، ومن الثمانية الأوائل الذين أسلموا، وشارك في معركة بدر، وروى العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.[12]
اختاره عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضمن الستة الذين شكلوا مجلس الشورى لاختيار خليفة للمسلمين من بعده، لكن عبد الرحمن بن عوف تنازل عن حقه في الخلافة، ورضي بما يقرره أهل الحل والعقد.[10,11]
كان عبد الرحمن بن عوف من سادات المسلمين، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أمين في الأرض وفي السماء.[13] اختصه النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء، وصلى خلفه في غزوة تبوك. وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه وكيل الله في الأرض، ونزل في مدحه آيات قرآنية كريمة، مثل قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾[14] نزلت هذه الآية في عبد الرحمن بن عوف وعثمان رضي الله عنهما.[14]
كان عبد الرحمن بن عوف من الصحابة الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، وكان من الذين وثق بإيمانهم.[10,11] شهد له عثمان رضي الله عنه بالصدق، سواء كان الحق معه أو ضده.[10,11]
عرف عبد الرحمن بن عوف بكثرة خوفه من الله تعالى، وبكائه خشيةً من متاع الدنيا.[10,11] بكى عند تذكر وفاة مصعب بن عمير، واستشهاد حمزة رضي الله عنهما. وقد تميز بالتواضع، إلى درجة أنه كان لا يُعرف من بين عبيده، وكان عفيفاً قبل إغنائه الله تعالى. ورفض أخذ شيء من سعد بن الربيع الذي آخاه النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، وذهب إلى السوق ليتكسب.[10,11]
المراجع
الكتاب | المؤلف | الصفحة | ملاحظات |
---|---|---|---|
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب | محمد عويضة | 565 | جزء 1، بتصرّف |
سير السلف الصالحين | إسماعيل الأصبهاني | 249 | الرياض، دار الراية للنشر والتوزيع، بتصرّف |
أسد الغابة في معرفة الصحابة | علي بن الأثير | 475 | جزء 3، الطبعة الأولى، بيروت، دار الكتب العلمية، بتصرّف |
نهاية الأرب في فنون الأدب | شهاب الدين النويري | 450 | جزء 19، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الكتب والوثائق القومية، بتصرّف |
إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع | أحمد المقريزي | 268 | جزء 1، الطبعة الأولى، بيروت، دار الكتب العلمية، بتصرّف |
عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير | محمد ابن سيد الناس | 149 | جزء 1، الطبعة الأولى، بيروت، دار القلم، بتصرّف |
محمد -صلى اللّه عليه وسلم- | محمد رضا | 402 | جزء 1، بتصرّف |
عبد الرحمن بن عوف، دراسة في دوره الديني والاقتصادي والسياسي في دولة الإسلام في مرحلة النشأة والتكوين | رحمة عواد | 69 | نابلس – فلسطين، جامعة النجاح الوطنية، بتصرّف |
عبد الرحمن بن عوف | علي الطنطاوي | 25 | الطبعة الثانية، دمشق، دار الفكر، بتصرّف |
الرياض النضرة في مناقب العشرة | أحمد الطبري | 303-311 | جزء 4، الطبعة الثانية، بيروت، دار الكتب العلمية، بتصرّف |
سير أعلام النبلاء | شمس الدين الذهبي | 55، 62 | جزء 3، القاهرة، دار الحديث، بتصرّف |
سير أعلام النبلاء | شمس الدين الذهبي | 49 | جزء 3، القاهرة، دار الحديث، بتصرّف |
الاستيعاب في معرفة الأصحاب | يوسف النمري | 846 | جزء 2، الطبعة الأولى، بيروت، دار الجيل، بتصرّف |