سيرة دولة المرابطين: من نشأة دعوة إلى سقوط إمبراطورية

رحلة تاريخية في أعماق دولة المرابطين، من بداياتها المتواضعة إلى توسعها الهائل وصولاً إلى نهايتها. استكشاف جذورها، وفتوحاتها، وسياستها، ورموزها، وسقوطها على يد الموحدين.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
نشأة الدعوة الإصلاحيةالفقرة الأولى
انتشار الفتوحات الإسلاميةالفقرة الثانية
سياسات الدولة وآليات الحكمالفقرة الثالثة
الرموز والمعالم العسكريةالفقرة الرابعة
سقوط الدولة المرابطيةالفقرة الخامسة

نشأة الدعوة الإصلاحية

برزت حركة إصلاحية إسلامية في القرن الخامس الهجري (بين 1056-1060م وحتى 1147م)، أسسها عبد الله بن ياسين الجدولي. انطلقت هذه الحركة من موريتانيا، متجهة نحو غانة والصحراء الغربية، ثم المغرب، وصولاً إلى غرب الجزائر ومراكش. تبنت هذه الحركة المذهب المالكي، واتخذت أغمات، ثم مراكش، عاصمة لها. نجح عبد الله بن ياسين في اجتذاب قبائل صنهاجة إلى الإسلام، ونظمهم للجهاد، مُشكّلاً بذلك نواة “المرابطين”.

ركزت دعوة ابن ياسين على التدريب الجهادي، معتمداً على الفقهاء والعلماء في تربية المرابطين على الشريعة الإسلامية. أصبحت رباط السنغال مركزاً هاماً، متّصفاً بالأمن والاستقرار، مما ساهم في ازدهار التجارة واستقطاب المزيد من القبائل.

انتشار الفتوحات الإسلامية

قاد يوسف بن تاشفين، المرابطين إلى سلسلة من الفتوحات. استجاب ابن ياسين لنداء فقهاء سجلماسة ودرعة، مُنقذًا إياهم من حكامهم الظلمة، فتم ضم هاتين المنطقتين (سنة 447هـ)، تلتها بلاد السوس (سنة 448هـ) وتم تعيين يوسف بن تاشفين واليًا عليها. استغل بن تاشفين الخلافات بين قبائل المغرب، مُحقّقًا بذلك توحيد البلاد تحت حكمه، ثم استولى على أغمات بدون قتال. أسّس أبو بكر مدينة مراكش، ثم أعاد يوسف بن تاشفين بنائها وتحصينها. امتدت فتوحات المرابطين إلى الأندلس سنة 479هـ، حيث حصل بن تاشفين على لقب “أمير المسلمين”.

سياسات الدولة وآليات الحكم

اعتمدت دولة المرابطين نظام “إمارة المسلمين”، القائم على مبدأ الشورى. كان أمير المسلمين هو القائد الأعلى، يعين الولاة الذين يخضعون لأوامره العسكرية والإدارية. اعتمدت الدولة على الدنانير السجلماسية كعملة رئيسية، ومنحت القضاة سلطة واسعة مع توفير الأموال اللازمة لأداء مهامهم.

الرموز والمعالم العسكرية

تميزت دولة المرابطين بنظامها العسكري المتطور، خصوصاً في استخدام الرايات والأعلام. اختلفت أشكالها وألوانها حسب القبائل المشاركة في المعارك، مُشكّلة بذلك أسلوبًا قتاليًا مميزًا ساهم في إرهاب الأعداء.

سقوط الدولة المرابطية

ظهرت حركة الموحدين بقيادة المهدي بن تومرت وعبد المؤمن بن علي، معارضين لانتشار المنكرات في الدولة المرابطية، مثل شرب الخمر والاختلاط وارتفاع الضرائب. شكّل ابن تومرت جيشًا قوياً حارب المرابطين في معارك ضخمة، مُنهيًا بذلك عصر دولة المرابطين. فاقمت أزمة اقتصادية خانقة، شملت انتشار الأوبئة والمجاعة، وضع الدولة المرابطية على حافة الانهيار عند مجيء الموحدين، وذلك في عام 532هـ.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

جمهورية المجر: رحلة عبر التاريخ والثقافة والاقتصاد

المقال التالي

سلالة المغول في الهند: بناء الإمبراطورية وسقوطها

مقالات مشابهة