مواقف تُبرز عظمة النبي ﷺ في الإنصات
المحتويات | |
---|---|
الإصغاء: سمة من سمات القيادة النبوية | |
النبي ﷺ يصغي للمشركين: قصة عتبة بن ربيعة | |
الشورى في حياة النبي ﷺ: مثالٌ على الإنصات والحكمة | |
المراجع |
الإصغاء: سمة من سمات القيادة النبوية
تميّز النبي محمد ﷺ بصفاتٍ حميدةٍ فريدةٍ جعلته قائداً ناجحاً، محبوباً من أصحابه، مؤثراً في غير المسلمين. ومن هذه الصفات الكريمة: الابتسامة، الرحمة، الصبر، التسامح، الكلام الطيب، بالإضافة إلى فن الإصغاء. إن حسن الاستماع ليس مجرد سماعٍ، بل هو انصاتٌ مُتَعمّدٌ يعكس اهتماماً صادقاً بالآخر، ويُؤثّر إيجابياً في المحيط.
تُبرز العديد من المواقف قدرة النبي ﷺ على الإنصات، حتى لمن يُحاول إضلاله، وكيف كان يُولي أهميةً بالغةً لسماع آراء أصحابه، رجالا ونساءً، دليلاً على حِكمته وقيادته الرشيدة.
النبي ﷺ يصغي للمشركين: قصة عتبة بن ربيعة
تُروى قصةٌ لعتبة بن ربيعة مع النبي ﷺ، حيث خاطبه عتبة قائلاً: “يا ابن أخي، إنك منا حيث علمت من السلطة في العشيرة والمكان في النسب…”. ثم عرض عليه أموراً دنيويةً محاولاً ثنيه عن دعوته. فما كان من النبي ﷺ إلا أن قال: “قل يا أبا الوليد أسمع”.
استمع النبي ﷺ بانتباهٍ تامٍ لعتبة، حتى أنه سأله بعد انتهاء كلامه: “أفرغت يا أبا الوليد؟”. ثم قال: “فاستمع مني”. هذه القصة تُظهر بوضوحٍ أدب النبي ﷺ في الإنصات، حتى لمن يُعارضه، مُبيّنةً أهمية الصبر والإنصات في الحوار.
الشورى في حياة النبي ﷺ: مثالٌ على الإنصات والحكمة
في قصة صلح الحديبية، حزن النبي ﷺ لحزن المسلمين بسبب عدم تمكنهم من إتمام مناسك العمرة بسبب رفض أهل مكة. أشارت أم سلمة عليه بالتحلل من الإحرام أولاً، فاستجاب النبي ﷺ لنصيحتها. وقد اقتدى أصحابه به، مُثبتين أهمية الإصغاء لآراء الآخرين وإعطاء الشورى حقها في اتخاذ القرارات.
هذا الموقف يُظهر براعة النبي ﷺ في استخدام الشورى، وحرصه على سماع آراء أصحابه، مُظهرًا حكمته وقدرته على قيادة الأمة بإيجابية وثقة.