فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
بدايات حياة النبي في مكة وبني سعد | الفقرة الأولى |
حليمة السعدية ورضاعة النبي | الفقرة الثانية |
وفاة والدة النبي وآثارها | الفقرة الثالثة |
تربية النبي عند جده وعمه | الفقرة الرابعة |
سنوات الرعي وتجارب الحياة المبكرة | الفقرة الخامسة |
رحلات النبي خارج مكة والتجارب الروحية | الفقرة السادسة |
زواج النبي من خديجة الكبرى | الفقرة السابعة |
بدايات حياة النبي في مكة وبني سعد
ولد النبي محمد ﷺ في مكة المكرمة، ثم حملته أمه آمنة بنت وهب إلى بادية بني سعد، حيث أرضعته حليمة السعدية. قضى النبي السنوات الأولى من حياته في هذه البادية، بعيداً عن صخب المدينة. وتروي الروايات قصة شق الصدر، وهي واقعة مهمة في سيرة النبي، حيث زاره جبريل عليه السلام، واستخرج منه علقاً أسوداً، رمزاً لشيطان، ثم طهره وطهّر قلبه.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ، وجاءَ الغِلْمانُ يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فقالوا: إنَّ مُحَمَّدًا قدْ قُتِلَ، فاسْتَقْبَلُوهُ وهو مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قالَ أنَسٌ: وقدْ كُنْتُ أرَى أثَرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صَدْرِهِ).
هذه الحادثة أجبرت حليمة على إعادة النبي إلى أمه في مكة.
حليمة السعدية ورضاعة النبي
كانت قبيلة بني سعد تُعرف بكرمها وفصاحة أهلها، ولذلك كان الكثير من أهل مكة يرسلون أطفالهم ليرضعوهم في باديتها. حظيت حليمة السعدية بشرف رضاعة النبي محمد ﷺ. وتُظهر الروايات مدى البركة التي دخلت حياة حليمة وعائلتها بعد رضاعة النبي، حيث روى المؤرخون عن بركتها في رزقهم ومواشيهم.
أرضعت حليمة النبي سنتين، ثمّ عاد إلى أمه في مكة. إلا أنها تعلقت به كثيرا، فطلبت من آمنة أن يبقى معها لتجنبه وباءً ضرب مكة، فوافقت آمنة.
وفاة والدة النبي وآثارها
لم يدم بقاء النبي في رعاية أمه طويلاً، فقد توفيت وهو في السادسة من عمره. كانت آمنة بنت وهب قد سافرت به لزيارة أهلها في المدينة، وتوفيت في طريق عودتها إلى مكة. وقد كان النبي يزور قبر أمه، ويُظهر حزنه عليها.
روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قوله: (زَارَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ).
بعد وفاة والدته، تولى جده عبد المطلب كفالته.
تربية النبي عند جده وعمه
تولى عبد المطلب، جد النبي، كفالته بعد وفاة أمه، وقد أحبه حباً شديداً ورعاه أحسن رعاية. لكن لم يدم هذا الوضع طويلاً، فقد توفي عبد المطلب عندما كان النبي في الثامنة من عمره. وبعد وفاة جده، كفل النبي عمه أبو طالب، الذي رعاه و أحبه كما رعى أولاده، وأولاه عناية خاصة.
سنوات الرعي وتجارب الحياة المبكرة
عمل النبي محمد ﷺ في شبابه في رعي الغنم، وهي مهنةٌ علّمتْه الصبر والتحمل والشفقَة. وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قوله: (الفَخْرُ والخُيَلاءُ في أصْحابِ الإبِلِ، والسَّكِينَةُ والوَقارُ في أهْلِ الغَنَمِ).
كما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ).
هذه التجربة صقلت شخصيته وأعدته لمهمته العظيمة.
رحلات النبي خارج مكة والتجارب الروحية
في الثانية عشر من عمره، رافق النبي عمه أبا طالب في رحلة تجارية إلى الشام. وخلال هذه الرحلة، التقى براهب نصراني يُدعى بحيرا. وقد لاحظ بحيرا علامات مميزة على النبي، فدعا أبا طالب و النبي إلى الطعام، ثم تحدث معهما عن علامات النبوة التي رآها فيه.
حذّر بحيرا أبا طالب من اليهود، ونصحه بالعودة به إلى مكة، مُشيراً إلى شأن النبي العظيم.
زواج النبي من خديجة الكبرى
اشتهر النبي محمد ﷺ بأمانته وصدقه، فطلبت منه خديجة بنت خويلد أن يدير تجارتها في رحلة إلى الشام. وقد نجحت هذه الرحلة، وأخبر غلام خديجة عن أمانة النبي وحسن خلقه. أعجبَت خديجة بصفات النبي، فقررت الزواج به. وافق النبي ﷺ على هذا الزواج، وتزوجها.
هذا الزواج المبارك كان أساسًا لحياتٍ زوجيةٍ سعيدةٍ ومثاليةٍ، مُلهِمةٍ للأجيال اللاحقة.