سيرة النبي الكريم في رمضان

نظرة متعمقة في أعمال الرسول ﷺ خلال شهر رمضان المبارك، من صيام وسحور إلى قيام الليل وتلاوة القرآن الكريم

فصول من حياة الرسول الكريم في رمضان

المحتويات
فطور النبي وسحوره
تلاوة القرآن الكريم
الصدقة و الكرم
الاعتكاف في رمضان
الجهاد في سبيل الله
قيام الليل وتهجد النبي
عدد شهور رمضان التي قضاها النبي
الأعمال الصالحة في رمضان

موائد الإفطار و السحور عند النبي

كان رسول الله ﷺ أحسن الناس خلقاً، كما وصفه الله تعالى بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [١]. وقد حثّ على التبكير في الإفطار، مفضلاً الرطب أو التمر أو الماء إن لم يتوفر غيره. يؤكد هذا حديثه الشريف: ﴿لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطرَ، عجّلوا الفطرَ فإنَّ اليهودَ يؤخِّرونَ﴾ [٥]. وكان يدعو عند فطره قائلاً: ﴿ذهب الظمأُ، وابتلت العروقُ، وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ﴾ [٦][٧]. أما السحور، فكان يؤخره إلى ما قبل الفجر بقليل، مؤكداً على بركة هذا الطعام بقوله: ﴿تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً﴾ [٨][٩].

شهر القرآن الكريم ومدارسة النبي

في شهر رمضان، كان جبريل عليه السلام يلاقي النبي ﷺ ويُدارسه القرآن، كما في قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾ [١٠]. كانت هذه المدارسة تُجدّد عهد النبي ﷺ بغنى النفس والجود، فكان أجود ما يكون في رمضان عند مُدارسته مع جبريل. يُحتمل أن النبي ﷺ كان يُوزّع القرآن على ليالي رمضان، قراءة جزءٍ كل ليلة. وهذا حثٌّ لنا على قراءة القرآن الكريم في رمضان، والعمل بما فيه، كما جاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ [١١][١٢].

الكرم والجود في رمضان

اشتهر النبي ﷺ بكرمه وجوده، وخاصة في رمضان. يروى عن ابن عباس قوله: ﴿كان رسول اللهِ أجودَ الناسِ، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضانَ حينَ يلقاهُ جبريلُ، وكانَ جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ، قالَ كانَ رسولُ اللهِ حينَ يلقاهُ جبريلُ عليه السلامُ أجودَ بالخيرِ من الريحِ المرسلةِ﴾ [١٣]. وقد استحبّ الإمام الشافعي زيادة الإنفاق في رمضان اتباعاً لسنة النبي ﷺ. فالصدقة في رمضان لها شرف الزمان وشرف العبادة، مُضاعفة للأجر، وتكفيراً للخطايا. [١٤]

الاعتكاف: ملازمة بيت الله الحرام

كان الاعتكاف من عادات النبي ﷺ في رمضان، وهو ملازمة المسجد لعبادة الله تعالى. كان النبي ﷺ يعتزل أهله، ويعتكف في العشر الأواخر من رمضان، كما جاء عن عائشة رضي الله عنها: ﴿أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ﴾ [١٥]. وكان يحرص على نظافة جسده و حسن مظهره خلال الاعتكاف. [١٧]

الجهاد في سبيل الله

كان رمضان شهراً للجهاد في حياة النبي ﷺ، بمعنى الجهاد في قتال الكفار لإعلاء كلمة الله. من أهمّ معاركه في رمضان غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة، وفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة. [١٨]

قيام الليل وتهجد النبي الكريم

كان النبي ﷺ يُكثر من قيام الليل، ولم يكن يزيد على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة. روى عن عائشة رضي الله عنها: ﴿فَقَالَتْ: ما كانَ يَزيدُ في رمضانَ ولا في غيرهِ على إحدى عشرة ركعةً، يُصَلِّي أربعًا، فلا تسألْ عن حسنِهنَّ وطولِهنَّ، ثمَّ يُصَلِّي أربعًا، فلا تسألْ عن حسنِهنَّ وطولِهنَّ، ثمَّ يُصَلِّي ثلاثًا﴾ [١٩][١٧]. وقد بيّن النبي ﷺ فضل قيام الليل مع الإمام بقوله: ﴿إِنَّهُ مَنْ قامَ مَعَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يُعَدِّلُ قيامَ ليلةٍ﴾ [٢٠][٣].

عدد شهور رمضان التي قضاها النبي

بدأ فرض الصيام في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، وتوفي النبي ﷺ في شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة. بالتالي، صام النبي ﷺ رمضان تسع مرات. [٢١][٢٢]

الأعمال الصالحة وفضل رمضان

يُعدّ رمضان من أفضل مواسم الخير، ففيه الصيام، والقراءة، والصدقة، و قيام الليل، وإفطار الصائمين. كان النبي ﷺ والسلف الصالح يحسنون استغلاله في العبادة والطاعات. [٢٣]

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

إنجازات الرسول الكريم في المدينة المنورة

المقال التالي

سيرة النبي الكريم في شهر شعبان

مقالات مشابهة