فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
نسبه وشخصيته | نسبه وشخصيته |
مولده وتربيته | مولده وتربيته |
خصاله الحميدة | خصاله الحميدة |
عبقريته الفكرية | عبقريته الفكرية |
مظهره الجسماني | مظهره الجسماني |
مسيرته العلمية | مسيرته العلمية |
وفاته وذكراه | وفاته وذكراه |
نسبه الكريم ومكانته الرفيعة
كان عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، ابن عم النبي ﷺ، ينتمي إلى سلالة نبي الله إسماعيل عليه السلام. يُكنّى بأبي العباس، واشتهر بكونه صحابياً جليلاً، له مكانة عظيمة في تاريخ الإسلام.
بدايات حياته ونشأته المباركة
اختلفت الروايات حول سنة ميلاده. فمنها ما يشير إلى أنه ولد عام الهجرة، ومنها ما يذكر أنه ولد قبلها بثلاث أو خمس سنوات. وقد روى ابن عباس نفسه أنه كان ابن عشر سنوات عند وفاة النبي ﷺ. نشأ في بيئة إسلامية كريمة، حيث كانت خالته أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث. وقد أتم حفظ القرآن الكريم قبل بلوغه العاشرة من عمره.
صفات ابن عباس الفاضلة
تميز ابن عباس بصفاتٍ خلقيةٍ رفيعةٍ، فكانَ أدباً جمّاً مع أهل العلم، عابداً كثيراً للبكاء خشيةً لله عز وجل. وقد عُرفَ بوفائه، كما تجلى ذلك في إحسانه لأبي أيوب الأنصاري. كان صبوراً حليماً، عارفاً بطبائع الناس، مما زاد محبة الناس له.
براعته الفقهية والفكرية
حرص ابن عباس منذ صغره على طلب العلم، متواضعاً في ذلك، لا يأخذ إلا بالحديث الصحيح. وقد لازم كبار الصحابة، واستفاد من علمهم الواسع. دعا له النبي ﷺ قائلاً: (اللهم فقِّهْهُ في الدينِ وعلِّمْهُ التأويلَ). لقب بحبر الأمة، وفَقيه العصر، وإمام التفسير، وترجمان القرآن، لِسِعَةِ علمهِ. اشتهر بقدرته على الاستنباط، حتى أن عمر بن الخطاب كان يسميه غواصاً. كان سريع الفهم، قوي الحفظ، فطناً ذكياً، بعيد النظر، حكيماً في الرأي.
هيئته وشكله الخارجي
وهب الله ابن عباس جسداً قوياً، وجمالاً شكلياً. كان أبيضَ مائلاً إلى الصفرة، طويلاً، صبيحَ الوجه. وقد وصفه عطاء قائلاً: “ما رأيت البدر إلّا ذكرت وجه ابن عباس”.
إسهاماته العلمية الجليلة
برع ابن عباس في العديد من العلوم الشرعية، وكان مرجعاً للصحابة في حال اختلافهم. تولى الفتوى في عهد عُمَر وعثمان رضي الله عنهما. كان من الفقهاء السبعة الذين تُحوّل إليهم الفتوى بعد وفاة النبي ﷺ. لم يُبدِ رأياً إلا بعد التأكد من صحته من خلال النصوص الشرعية وأقوال أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. كان حريصاً على تعليم الناس، وإرشادهم إلى طرق حفظ العلم. كما برع في تفسير القرآن الكريم، مستعيناً بمعرفته باللغة العربية، وقواعد البلاغة. لم يكن يُكثر من رواية الحديث خوفاً من الكذب على الرسول ﷺ.
رحيله وخلود ذكراه
اختلفت الروايات حول سنة وفاته، إلا أن المتفق عليه أنها كانت في الطائف بعد مرض استمر ثمانية أيام. حظي ابن عباس بأحسن الثناء من الصحابة والتابعين، فقال عنه ابن مسعود: “نِعم ترجمان القرآن ابن عباس”. وقال أبو بن كعب: “هذا يكون حبر الأمة أُوتي عقلاً وفهماً”. وقالت عائشة رضي الله عنها: “أعلم الناس بالحجّ”. وقال الحسن: “كان ابن عباس من الإسلام بمكانٍ، ومن علم القرآن بمنزلةٍ رفيعةٍ”.