بدايات حياة جابر بن عبد الله و إسلامه
كان جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي، من بني سلمة، يُكنى بأبي عبد الله. والدته هي نسيبة بنت عقبة بن عدي من بني سلمة. اسلم هو ووالده مبكراً، وقد شهد البيعة الثانية في السنة الثالثة عشر للبعثة، وهو في سن السادسة من عمره. حظي جابر برعاية النبي صلى الله عليه وسلم وعطفه، فكان الرسول الكريم يسأله عن أحواله وحياته، ويهديه إلى الخير والصلاح. برز جابر كراوي للحديث النبوي الشريف، فقد روى ما يقارب 1500 حديث، مما يدل على حفظه وقدرته على نقل السنة النبوية بتميز.
زواجه وحياته الأسرية
تزوج جابر بن عبد الله في السنة الثالثة للهجرة من ابنة عمته سهيم بنت مسعود بن أوس بن مالك، قبل غزوة ذات الرقاع، ورزقه الله منها الذرية الصالحة. وهبّه الله أبناءٍ منهم عبد الرحمن، ومحمد، ومحمود، وعبد الله، وعقيل.
مشاركاته في الغزوات وبطولاته
اشتهر جابر بن عبد الله بشجاعته وحماسه للجهاد في سبيل الله. شارك في تسعة عشر غزوة، وعاصر سبعة من المعصومين: النبي صلى الله عليه وسلم، وأمير المؤمنين علي، والحسن والحسين، والصديقة فاطمة، ومحمد الباقر، وعلي بن الحسين. كان من تلامذتهم، وقد تأثر بهم تأثراً بالغاً. لم يشارك جابر في غزوتي بدر وأحد بسبب منع والده له، حرصاً على رعاية إخوته التسعة. لكنه شارك في جميع غزوات النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة والده في غزوة بدر. كما شهد بيعة الرضوان، وشارك في الفتح الإسلامي للشام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في جيش خالد بن الوليد.
إرثه العلمي ووفاته
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، استقر جابر في المدينة المنورة، حيث انكب على تعليم الناس الحديث النبوي في المسجد النبوي، وعمل مفتياً للمدينة. وقد قام موسى بن علي بن محمد بجمع فتاواه ونشرها في كتاب بعنوان “جابر بن عبد الله وفقهه”. توفي جابر بن عبد الله الأنصاري رحمه الله في عام 78هـ عن عمر يناهز 94 عاماً، وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان. وكان آخر من توفي من الصحابة في المدينة المنورة.