فهرس المحتويات
المبحث | الرابط |
---|---|
أصول بشار بن برد وحياته المبكرة | الجزء الأول |
ملامح شخصيته وخصاله | الجزء الثاني |
معتقداته وآراؤه | الجزء الثالث |
سمات أسلوبه الشعري | الجزء الرابع |
مقتطفات من شعره | الجزء الخامس |
رحيله عن الدنيا | الجزء السادس |
المصادر والمراجع | الجزء السابع |
أصول بشار بن برد وحياته المبكرة
كان بشار بن برد بن بهمن بن أذركند بن بيبرسان، ولم يُذكر نسبه كاملاً إلاّ في ديوانه. وقد اعتزّ بانتمائه إلى سلالة ملوك فارس، إذ كان أبوه برد بن بهمن، وُلد بشار في البصرة سنة 96هـ، وتبنّته أسرة من بني عقيل بعد اسر والده. بعد وفاة والده، أعتقته مالكته من بني عقيل، فصار يُعرف ببشار العقيلي. تنقّل بين العديد من المناطق، قبل أن يستقرّ في بغداد حتى وفاته.
كُنّي بشار بأبي معاذ، وأُطلق عليه لقب “المرعث” لارتدائه خاتماً ذهبياً في أذنه. تعددت الروايات حول سبب ذلك، إحداها ترجعه إلى عادةٍ عند والدته، أخرى تربطه بعادات الفرس.
ملامح شخصيته وخصاله
كان بشار بن برد ضخماً، طويل القامة، جاحظ العينين، وقبيح المنظر، وقد أُصيب بالعمى إما منذ ولادته أو بسبب مرض الجدري في صغره. ومع ذلك، تميّزت وصفاته في شعره بدقّتها وواقعيتها، مما يدحض ادّعاء العمى منذ الولادة.
كان له أسلوبٌ خاصّ في إلقاء الشعر، يصاحبه صفّقٌ وتنحنحٌ وبصقٌ. وقد اشتهر بسوء خلقه، ومجاهرته بالمعاصي، وحبه للذات، ووقاحة كلامه، خاصةً بعد جلسات الخمر.
تميّز بشار بحِدّة مزاجه، ونزعته التمرّدة، وشجاعته، وعناده، وبلاغته، وفرط شعره، وعمق أفكاره. وقد عُرف بتلون مواقفه السياسية، مدافعاً عن الخلفاء تبعاً لمصلحته.
معتقداته وآراؤه
أثار بشار بن برد جدلاً واسعاً حول معتقداته، واتّهم بالزندقة. كانت تربطه علاقةٌ بواصل بن عطاء، شيخ المعتزلة، و حضر حلقات نقاشه مع أتباع المذاهب المختلفة. لكنّه اختلف معهم في مسألة الرجعة وخلق الأفعال، مما أدّى لطرده من البصرة.
اتُّهم بشار بالزندقة، والكفر، وكراهية العرب، لإفخارِهِ بأصوله الفارسية. لكنّ شعره يشير إلى التزامه بأركان الإسلام، رغم استخدامه الهزل والمجون في شعره، مما غذّى الكراهية ضده.
انتقل إلى حران، ثمّ إلى العراق، مدحاً للخلفاء سعيًا للحصول على كسبٍ، ثم عاد إلى البصرة، وأيد ثورة العلويين سنة 145هـ، قبل أن يمدح ولاة البصرة لاحقاً.
سمات أسلوبه الشعري
يُعدّ بشار بن برد من الشعراء المجدّدين في العصر العباسي. تميّز شعره بمزجه بين القديم والحديث، والبداوة والحضارة، والحكمة والخلاعة. أجاد استخدام البحور القصيرة والطويلة، مع المحافظة على البنية الشكلية للقصيدة.
استوعب بشار تداخل الحضارات، وانعكس ذلك في أسلوبه الشعري البسيط والواضح. اعتمد على عمق الفكرة وعنصر المفاجأة، وبرع في التصوير الفني رغم عمى.
غزلُه حسيٌّ جرئ، يصف أحوال الغرام بتفاصيلها. واستخدم الهجاء كسلاحٍ، إمّا لتصفية حساباتٍ شخصية، أو لتحقيق مكاسب مادية.
مقتطفات من شعره
كان بشار بن برد شاعراً غزير الإنتاج، قال بنفسه إنه نظم اثني عشر ألف قصيدة. من أبيات الفخر بأصوله:
أنا ابن ملوك الأعجمين تقطّعت
عليّ ولِي في العامرين عمادُ
أنا المرّعث لا أخفى على أحدٍ
ذَرّت بي الشمسُ للقاصي وللداني
ومن غزله:
هل تعلمين وراءَ الحُبِّ منزلةً
تدنيني إليكِ فإنَّ الحبَّ أقصى
ومن رثائه لأصدقائه:
كان لي صاحباً فأودى به الدهرُ
وفارقتُه عليه السلامُ
رحيله عن الدنيا
قتل بشار بن برد بأمر الخليفة المهدي، بسبب اتهاماتٍ بالزندقة، وبسبب ضغائنٍ شخصية، ووشاياتٍ ضده. وقد أُعدم بعد أن أُمر بجلده حتى الموت، ودُفن في البصرة.
اختلفت الروايات حول عمره عند وفاته، لكنّ الرأي المُرجّح هو أنه تخطّى السبعين. وقد شيع جثمانه عدد قليل جداً، نظراً لكثرة أعدائه.
عند تفتيش كتبه بعد وفاته، لم يُعثر على ما يُثبت التهم الموجهة إليه، إلاّ بعض أبياته التي انتقد فيها آل سليمان، لكنّه تراجع عن هجائهم لصلة قرابتهم برسول الله ﷺ، قائلاً:
دينار آل سليمان ودرهمهم
كالبابليين حُفّا بالعفاريتِ
لا يُوجدان ولا يُرجى لقاؤهما
كما سمعتَ بهاروت وماروتِ
المصادر والمراجع
– ديوان بشار بن برد، الشيخ محمد الطاهر بن عاشور.
– مقال “بشار بن برد بتجديده”، كريم الأسدي.
– نظرات في ديوان بشار بن برد، د. شاكر الفحام.