سيرة الإمام معاذ بن جبل

فهرس المحتويات

معاذ بن جبل: حياته ونشأته

كان معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو، صحابياً جليلاً من الأنصار، من الخزرج. برز معاذ كأحد أبرز علماء الصحابة، معروفاً بفقهه الواسع، حتى لقب بـ”إمام العلماء”. أسلم وهو في الثامنة عشرة من عمره، وشارك في جميع غزوات الرسول الكريم ﷺ ضد المشركين.

علاقة معاذ بن جبل بالرسول الكريم ﷺ

تمتّع معاذ بعلاقة وثيقة مع النبي ﷺ، فقد وصفه النبي ﷺ بأنه “(وأَعْلَمُها بالحلالِ والحرامِ معاذُ بنُ جبلٍ)” [٣][٤]. وهذا يدل على ثقة النبي ﷺ في علمه وفهمه للدين. كما روى النبي ﷺ أن يأخذ المسلمون القرآن عن أربعة من الصحابة، وكان معاذ منهم [٢]. ولم يقتصر الأمر على الثناء، بل بعثه النبي ﷺ قاضياً إلى اليمن، موكلاً إليه مهمة عظيمة في نشر العدل والشرع.

كما أوصاه النبي ﷺ بقوله: “(يا معاذُ واللهِ إني لَأُحبُّك واللهِ إني لَأُحبُّك فقال أوصيك يا معاذُ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ تقول اللهمَّ أعِنِّي على ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتِك)” [٥].

معاذ بن جبل ومكانته بين الصحابة

حظي معاذ بتقدير واحترام بالغين من الصحابة الكرام. كانوا يعظمونه لِهيبته وعلمه، إلى درجة أنهم كانوا يتجنبون النظر إليه أثناء الحديث احتراماً لشخصه. وقد أثنى عليه عبد الله بن مسعود بوصفه إنساناً ورعاً وقانتاً. كما قال عمر بن الخطاب: “عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ ولولاه لهلك عمر”. يُظهر هذا الكلام مدى تقدير عمر بن الخطاب لعلم معاذ وفقهه، وقد فضّله على غيره من الصحابة آنذاك نظرًا لِتميّزه في الفقه و تقواه.

خصائص معاذ بن جبل الشخصية

اتصف معاذ بن جبل بالزهد والورع، وكانت له مكانة عظيمة بين الصحابة لِعظم عبادته، ونشاطه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكثرة وعظه وتوجيهاته. وقد شارك معاذ في فتوحات الشام في عهد عمر بن الخطاب، وكان ضمن جيش أبو عبيدة بن الجراح. عندما انتشر وباء الطاعون في عمواس، استخلف أبو عبيدة معاذاً على الجيش، ولكنه أصيب هو الآخر بالوباء وتوفى عن عمر يناهز الثمانية والثلاثين أو ثلاثة وثلاثين عاماً حسب الروايات التاريخية.

المصادر والمراجع

[١] ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 368-369.
[٢] أبو محمد حسان، “معاذ بن جبل”، إسلام ويب.
[٣] خالد محمد خالد، رجال حول الرسول، صفحة 102.
[٤] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك.
[٥] رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن معاذ بن جبل.
[٦] عبد الحميد، معاذ بن جبل إمام العلماء ومعلم الناس الخير، صفحة 37-38.