فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
نبذة عن حياة الصحابة الكرام | صحابينبي |
مولده ونشأته | نشأةعثمان |
إسلامه وهجرته | اسلامهوهجرته |
من آيات فضله وخصاله | مناقبعثمان |
خلافته الإسلامية | خلافته |
استشهاده ورحيله | استشهاده |
أصحاب النبي الكريم، قادة الأمة
يُعدّ الصحابة الكرام، رضوان الله عليهم أجمعين، نخبة من البشر، اصطفاهم الله لصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وقد تلقوا منه تعاليم الإسلام الصحيح، ونشروا نوره في مشارق الأرض ومغاربها. ومن بين هؤلاء الصحابة الأجلاء، يأتي الإمام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، في مكانة عظيمة، بعد أبي بكر وعمر، ليُعدّ من أبرز الشخصيات التي ساهمت في بناء الدولة الإسلامية.
نشأة الإمام عثمان بن عفان
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، ينتمي إلى قبيلة قريش، إحدى أعرق القبائل العربية. يُشار إلى أن نسبه يتصل بنسب النبي صلى الله عليه وسلم من خلال عبد مناف، كما أنه ابن عم النبي الكريم، وصهره أيضاً. وقد ورث عثمان بن عفان عن والده مهارة التجارة، فبرع فيها وأصبح من أثرياء قومه، معتمداً على ذكائه وحنكته التجارية.
إسلامه وهجرته المباركة
قبل إسلامه، كان عثمان بن عفان، رضي الله عنه، معروفاً بشرفه وعفافه، ولم يُشارك في عبادة الأصنام أو ارتكاب الفواحش. وبعد إسلامه، انضم إلى جماعة المسلمين الأوائل، وكان من العشرة المبشرين بالجنة. كما أنه هاجر مرتين؛ الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة المنورة، مما أكسبه لقب “صاحب الهجرتين”. ومن أبرز أعماله جمع القرآن الكريم في مصحف واحد، مما حفظ للأمة الإسلامية كتاب الله تعالى.
مناقب الإمام عثمان، رمز الكرم والجود
لُقّب عثمان بن عفان بـ “ذي النورين” لزواجه من ابنتي النبي الكريم، رقية وأم كلثوم. وقد كان يتميز بأخلاقه العالية وكرمه، كما يتضح في قصة روتها عائشة، رضي الله عنها، حيث قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيته كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر ثم عمر وهو على تلك الحال فتحدثا، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه، فدخل فتحدّث فلما خرج قلت: يا رسول الله دخل أبو بكر، فلم تجلس له، ثم دخل عمر فلم تهش له، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، قال: ألا أستحيي من رجل تستحي منه الملائكة؟)[رواه مسلم]. كما بذل عثمان ماله في سبيل الله، داعماً للمسلمين ونصرة لدينهم، وقد برز ذلك جلياً في تجهيزه جيش العسرة في غزوة تبوك.
خلافة الإمام عثمان، عهد البناء والتوسع
بعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عُقد مجلس شورى لاختيار خليفة جديد، وسقط الاختيار على عثمان بن عفان، ليصبح ثالث الخلفاء الراشدين. وقد امتدت خلافته حوالي اثني عشر عاماً، شهدت خلالها الدولة الإسلامية توسعاً ملحوظاً، وكان عثمان أول من أنشأ أسطولاً بحرياً لحماية حدود الدولة الإسلامية.
استشهاده، شهيداً على درب الحق
استشهد عثمان بن عفان، رضي الله عنه، في السنة 35 للهجرة، في شهر ذي الحجة، كما بشرّه النبي صلى الله عليه وسلم. ودفن في البقيع بالمدينة المنورة، مُلبساً بثيابه، بعد حياة امتدت لحوالي اثنين وثمانين عاماً. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.