سيرة الإمام سالم بن عبد الله بن عمر

نظرة متعمقة في حياة الإمام سالم بن عبد الله بن عمر، أحد فقهاء المدينة المنورة، و مكانته العلمية، ونسبه، ووفاته.

فهرس المحتويات

نبذة عن حياة الإمام سالم
نسبه وعائلته
مولده وتربيته
سبب تسميته
مكانته العلمية
وفاته
المراجع

نظرة على حياة الإمام سالم بن عبد الله بن عمر

يُعدّ الإمام سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- من أبرز تلاميذ التابعين، وقد ترك بصمة واضحة في تاريخ الإسلام بفضل علمه وفقهه. تتناول هذه السيرة أهم محطات حياته وانجازاته العلمية.

شجرة عائلة الإمام سالم وارتباطه بالنبي

يُنسب الإمام سالم إلى قبيلة قريش، من عائلة عدي بن كعب. ويصل نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الجد السابع، وهو كعب بن لؤي. [٢]

نشأة الإمام سالم في المدينة المنورة

ولد الإمام سالم في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-. وقد نشأ في بيئة علمية غنية بالصحابة الكرام، حيث حظي بفرصة التعلم على أيديهم مباشرة. وقد كانت أمه أمة. ويذكر أن جده لأمه هو يزدجرد بن شهريار آخر ملوك فارس. [٣]

يروي الذهبي أن أهل المدينة كانوا يتجنبون اتخاذ الأمهات، إلا أن بعض السادة منهم كعلي بن الحسين والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله، تفوقوا على أهل المدينة علما وتقوى وعبادة وورعا.

معنى اسم سالم واختياره

يروي سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمر قوله: “أتدري لم سميت ابني سالماً؟ قلت لا، قال: باسم سالم مولى أبي حذيفة”. [٤] وهذا يدل على إعجاب عبد الله بن عمر بسالم مولى أبي حذيفة، وربما يرجع ذلك إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سالم مولى أبي حذيفة، عن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- سمع سالمًا مولَى أبي حذيفةَ يقرأُ من الليلِ، فقال: الحمدُ للهِ الذي جعل في أمَّتي مثلَه). [٥] وهذا يبرز تقدير الصحابة لأهل التقوى والصلاح.

مكانة الإمام سالم العلمية والفقهية

اشتهر الإمام سالم بفقهه الواسع وخبرته في الحديث النبوي. وقد أخذ العلم عن كبار الصحابة، كما روى عن أبيه عبد الله بن عمر، وعائشة، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي لبابة، ورافع بن خديج، وغيرهم -رضي الله عنهم-. يُذكر أن موسى بن عقبة قال: “أَسْنَدَ سَالِمٌ مَا لَا يُعَدُّ كَثْرَةً عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ جُلَّةِ الصَّحَابَةِ”. [٨]

كان الإمام سالم من فقهاء المدينة السبعة الذين كانوا يُستشارون في المسائل الفقهية. وقد امتاز بأسلوبه المحافظ في التفسير، حيث لم يكن يتوسع إلا فيما هو معلوم بالتواتر. [٩]

لم يقتصر دور الإمام سالم على الفتوى، بل امتدّ ليشمل المشورة للحكام، حيث نصح بني أمية باستشارته هو والقاسم بن محمد في أمور الدولة. [١١]

وقد اشتهر الإمام سالم بزهدة ورفضه للعطايا من الحكام، كما يروي ابن عيينة قصة رفضه لعرض هشام بن عبد الملك عليه.

وفاة الإمام سالم

توفي الإمام سالم بن عبد الله -رحمه الله- في المدينة المنورة في أواخر ذي الحجة عام 106هـ. وقد صادف يوم وفاته قدوم هشام بن عبد الملك من الحج، فصلى عليه في البقيع لكثرة الناس. وقد سمّي ذلك العام عام الأربعة آلاف نسبةً لكثرة الحضور.

المصادر والمراجع

[١] محمد بن أحمد الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 457-462، جزء 4. بتصرّف.

[٢] محمد بن سعد (1990)، الطبقات الكبرى (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 150، جزء 5. بتصرّف.

[٣] إسماعيل بن عمر بن كثير (1997)، البداية والنهاية (الطبعة 1)، صفحة 479، جزء 12. بتصرّف.

[٤] علي بن الحسن، ابن عساكر (1995)، تاريخ دمشق، صفحة 51، جزء 20.

[٥] رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:303، رجاله رجال الصحيح.

[٨] أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 194.

[٩] محمد بن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، صفحة 85.

[١١] محمد بن جرير الطبري، تاريخ الطبري، صفحة 14.

Total
0
Shares
المقال السابق

ساعد سهيلي: نجم السينما الإيرانية

المقال التالي

سالي فؤاد: رحلة إعلامية مميزة

مقالات مشابهة