فهرس المحتويات
نسبه الشريف | نبذة عن أصول الإمام البخاري وعائلته. |
---|---|
نشأته وتربيته | طفولته وبيئته الأسرية التي ساهمت في تشكيل شخصيته. |
رحلته في طلب العلم | تنقلاته الجغرافية بحثاً عن المعرفة، ولقاءاته مع كبار العلماء. |
سيرته العطرة وأخلاقه الفاضلة | صفات الإمام البخاري الشخصية، وورعه، وعبادته، وكرمه. |
قدرته الاستثنائية على حفظ الأحاديث | تفوقه في حفظ الأحاديث النبوية الشريفة، ودقة حفظه. |
صحيح البخاري ودوره في خدمة السنة النبوية | أهمية كتاب صحيح البخاري، وشروحه، وأثره على المسلمين. |
مؤلفاته القيّمة | عرض لأبرز مؤلفات الإمام البخاري بالإضافة إلى صحيحه. |
نسبه الشريف
كان الإمام البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري، وقد اشتهر بلقب “الجعفي” نسبةً إلى جده المغيرة الذي أسلم على يد شخصٍ جعفي. توفي سنة 256 هـ، عن عمرٍ يُقارب الـ62 عاماً، ولم يخلّف وراءه ذرية ذكور. يُنسب إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة، وكان بردزبة فارسياً أسلم على يد المغيرة، ثم استقر في بخارى، فكان يُنسب إليها. أما والده إسماعيل، فقد كان من رواة الحديث، وقد ذكره ابن حبان في كتابه “الثقات”، وعُرف عنه حرصه الشديد على المال الحلال.
نشأته وتربيته
ولد الإمام البخاري يوم الجمعة الثالث عشر من شهر شوال سنة 194 هـ. نشأ في أسرةٍ متدينة غنية، وقد حج مع أمه وأخيه، وأقام بمكة المكرمة لطلب العلم. كانت أمه امرأةً كريمة، تُروى عنها قصةٌ عجيبة عن استجابة دعائها لله تعالى بعودة بصر ابنها محمد وهو صغير.
رحلته في طلب العلم
بدأ رحلته في طلب العلم وهو ابن العشر سنوات، مُجولاً في مختلف الأمصار. وقد أبدى اهتماماً مبكراً بحفظ الحديث وتصحيحه، حتى أنه كان يُصحّح لأهل الحديث وهو ابن إحدى عشرة سنة. زار الشام، ومصر، والجزيرة العربية، والبصرة، والحجاز، والكوفة، وبغداد، باحثاً عن المعرفة والتعلم من كبار العلماء. وقد أثنى عليه العديد من أئمة الإسلام، معترفِين بفضله في علم الرجال وعلم علل الحديث. قال عنه عمرو بن علي الفلاس: “حديثٌ لا يعرفه محمد بن إسماعيل فليس بحديث”. كما حثّ إسحاق بن راهوية تلاميذه على الكتابة عن البخاري، واعتبره علماء مكة إمامهم وفقيههم.
سيرته العطرة وأخلاقه الفاضلة
تميز الإمام البخاري بصفاتٍ حميدة، جمع فيها بين الحديث والفقه، والورع والصلاح، والعلم والعبادة. كان كثير التلاوة والصلاة، يختم القرآن في رمضان كل يوم، وفي الليل كل ثلاث ليالٍ أثناء قيامه. لم يكن يقطع صلاته مهما عرض له من أمر، وكان شديد الورع، حتى أنه كان يقول: “أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً”. كان مستجاب الدعوة، وقد دعا أن يموت بعد ضيقٍ عليه، فمات بعدها بشهر. اشتهر بالكرم والجود، وكثرة الإنفاق على الفقراء والمساكين، وكان ذا عزّة نفس، وعفة يد، مرهف الحس، عفيف اللسان، زاهدًا، دائم التعليم بالنهار، كثير التهجد بالليل. اكتسب المال عن طريق المضاربة بما ورثه من أبيه، ليتفرغ لطلب العلم، وكان بعيداً عن حب المال، متصفاً بالإيثار، متمسكاً بالسنة، وبعيداً عن مجالسة الأمراء. قال عنه قتيبة بن سعيد: إنه كعمر بن الخطاب في الصحابة.
قدرته الاستثنائية على حفظ الأحاديث
سمع منه الحديث أكثر من تسعين ألف شخص. كان يُصلّي ركعتين قبل كتابة الحديث في كتابه. بلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث. وقد اشتهر بحفظه المذهل، فقد اختُبر بمئة حديث مقلوب السند، فأعادها صحيحةً بأسانيدها. علق الحافظ ابن حجر على ذلك بقوله: ” وذلك لحفظه، فقد حفظ الأسانيد بأخطائها، ثم أعادها بالصحيح”. وقد تناول العلماء كتاب صحيح البخاري بالشرح والتعليق، وهو دليل على أهميته وقبول المسلمين له. وقد بلغت الشروح والتعليقات عليه قرابة المائة والثلاثين كتاباً وأكثر.
صحيح البخاري ودوره في خدمة السنة النبوية
من أشهر الشروح على صحيح البخاري: “فتح الباري” للحافظ ابن حجر العسقلاني، و”كوثر المعاني الدراري” لمحمد الخضر الشنقيطي، ” عون الباري” لصديق حسن خان، “أعلام السنن” للخطابي. يُظهر هذا العدد الكبير من الشروح والتعليقات حرص الأمة على خدمة كتاب صحيح البخاري، وحبها لنبيها وآثاره. وقد كشف كتاب صحيح البخاري عن فقه الإمام البخاري، وعمله على استنتاج الفوائد من الأحاديث، و ترتيب الأحاديث بناءً على هذه الفوائد.
مؤلفاته القيّمة
لم يقتصر إنتاج الإمام البخاري على صحيحه، بل له مؤلفات أخرى قيّمة، منها: “الأدب المفرد”، “رفع اليدين في الصلاة”، “القراءة خلف الإمام”، “التاريخ الكبير والصغير والأوسط”، “الضعفاء الصغير”، “المسند”، “التفسير”، “الجامع الكبير”، “خلق أفعال العباد”، “الرد على الجهمية وأصحاب التعطيل”، “بر الوالدين”، “أسماء الصحابة”، “الوحدان”، “الهبة”، “المبسوط”، “العلل”، “الكنى”، “الفوائد”، “الاعتقاد أو السنة”، “السنن في الفقه”، “أخبار الصفات”، “قضايا الصحابة والتابعين”، “الأشربة”.