فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
نصرة الدعوة الإسلامية | الفقرة الأولى |
البذل والعطاء في سبيل الله | الفقرة الثانية |
الشجاعة في ميادين القتال | الفقرة الثالثة |
دور أبي بكر بعد وفاة النبي | الفقرة الرابعة |
نصرة الدعوة الإسلامية: جهود أبي بكر في نشر الإسلام
كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أول من آمن برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الرجال، وكان قريباً جداً من النبي صلى الله عليه وسلم في قلبه وعمله. لم يتردد أبو بكر -رضي الله عنه- لحظة واحدة في نشر الدين الإسلامي بعد إسلامه. بل كان من أول الدعاة إلى هذا الدين الحنيف، وقد ساهم في إسلام خمسة من العشرة المبشّرين بالجنة، هم: عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحه بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهم جميعاً-. وبقي أبو بكر -رضي الله عنه- يدعو إلى الإسلام حتى آخر نفس له.
ومن أبرز مواقفه في دعم الدعوة الإسلامية حمايته للرسول صلى الله عليه وسلم من اعتداء عقبة بن معيط الذي حاول خنقه بثيابه. صرخ أبو بكر -رضي الله عنه- بقوله: “أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟” فإنقذ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم من مكر أعدائه، معرضاً نفسه للعذاب والأذى.
البذل والعطاء في سبيل الله: سخاء أبي بكر في الإنفاق
اشتهر أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بسخائه وجوده، فقد كان يبذل ماله بكل سرور في سبيل الله. روى ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما نفعَني مالٌ قطُّ، ما نفَعني مالُ أبي بَكرٍ، قالَ: فبَكى أبو بَكرٍ؛ وقالَ: يا رسولَ اللَّهِ! هل أنا ومالي إلَّا لَكَ يا رسولَ اللَّهِ!). ويُظهر هذا الحديث مدى سخاء أبي بكر -رضي الله عنه- وتفانيه في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه.
لم يقتصر إنفاق أبي بكر -رضي الله عنه- على المال فقط، بل امتدّ إلى تحرير العبيد المسلمين. فقد أعتق عدداً كبيراً منهم، منهم سيدنا بلال بن رباح -رضي الله عنه-، مُظهراً بذلك التزامه بمبادئ الإسلام وحرصه على نصرة المسلمين المستضعفين.
في حَدِيث آخر يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب الصحابة للصدقة، فَتَسَابَقَ الْمُؤْمِنُونَ في ذلك، وجاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بنصف ماله. لكن أبا بكر -رضي الله عنه- فاجأ الجميع بإحضاره جميع ماله كصدقة، مُظهِراً بذلك مدى إيمانه وسخائه غير المحدود.
الشجاعة في ميادين القتال: مواقف أبي بكر في الجهاد
شهد لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بالشجاعة كثيرون، ومنهم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. ففي خطبة له سُئِلَ عن أشجع الناس، فذكر أبا بكر -رضي الله عنه- كمثال على الشجاعة والبسالِة، مشيراً إلى موقفه في غزوة بدر حيث كان أول من تطوّع لحماية النبي صلى الله عليه وسلم.
في غزوة أحد، وبعد أن دارت الدائرة على المسلمين، كان أبو بكر -رضي الله عنه- من أول من هرع لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، شاقاً صفوف الأعداء ليدافع عنه ويحميه من سهامهم، مُظهِراً بذلك شجاعته وفَداءه للرسول صلى الله عليه وسلم.
لم يتخلف أبو بكر -رضي الله عنه- عن أيّ غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم، مُثْبِتاً ولاءه وإيمانه والتزامه بجهاد دفاعاً عن الدين الإسلامي.
دور أبي بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، أظهر أبو بكر -رضي الله عنه- شجاعة و حكمة استثنائيتين. فقد أصرّ على إرسال بعثة أسامة بن زيد -رضي الله عنه- إلى الشام للقِتال رغم انتشار الردّة في الجزيرة العربية، مُبرِّراً ذلك بأنّه لا يُحلّ رفع راية عقدها النبي صلى الله عليه وسلم.
واجه أبو بكر -رضي الله عنه- موجة الردّة بِحِكمةٍ وشجاعة، قاتلاً المرتدين في شتّى الجهات رغم معارضة بعض الصحابة -رضي الله عنهم-. وقد كان هذا الدور حاسماً في حماية الإسلام والمسلمين من الانهيار. وقد أثبت أبو بكر -رضي الله عنه- حِكمته وإيمانه الراسخ في الله بقيادته الحكيمة وإدارته للمسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.