سيدنا إدريس عليه السلام: رائد الكتابة ورسالته السماوية

نبذة عن حياة النبي إدريس عليه السلام، أول من خط بالقلم، ورسالته السماوية، وأعماله العظيمة التي أثرت على البشرية.

محتويات

القلم: البداية الإلهية للكتابة والتدوين

يُذكر القلم في سورة القلم، وهي سورة مباركة افتتحها الله سبحانه وتعالى بذكر القلم وما يسطرون، قائلاً: ﴿ن والقلم وما يسطرون﴾. تُبرز هذه الآية الكريمة أهمية الكتابة والتدوين في حياة البشرية، فهي وسيلة لنشر العلم والمعرفة، وحفظ التراث الإنساني. يُشير هذا الافتتاح القرآني إلى مكانة الكتابة ودورها المحوري في نقل الرسالات الإلهية وتوثيق الحضارات.

النبي إدريس عليه السلام: أول من خط بالقلم

يُعتبر النبي إدريس عليه السلام من أنبياء الله المكرّمين، وقد اختاره الله -عزّ وجلّ- ليكون أول من خطّ بالقلم ودوّن الكلام الإلهي. يُروى أنّه امتاز بقدرة لغوية فائقة، حيث تكلّم اثنتين وسبعين لغة، مما مكّنه من التواصل مع مختلف الشعوب والأمم في عصره ونشر دعوة التوحيد بينهم. ذكره الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم بقوله: ﴿واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً ورفعناه مكاناً علياً﴾ (سورة مريم). تُشير هذه الآيات إلى مكانته العالية عند الله -تعالى- وصدقه في نبوته، وإنزال الله له منزلة رفيعة.

دعوة التوحيد ونشر مكارم الأخلاق

قام سيدنا إدريس عليه السلام بدعوة قومه إلى عبادة الله وحده، وترك الشرك بالله، والإلتزام بمكارم الأخلاق. واجه معارضة شديدة من قومه، فهاجر مع من آمن به إلى مصر، حيث واصل دعوته إلى التوحيد ونشر قيم الخير والعدل بين الناس. أولى إدريس عليه السلام اهتماماً بالغاً بتزكية النفوس، وتنقيتها من الرذائل، وتوجيهها نحو الخير والتقوى، داعياً إياهم إلى الزهد في الدنيا والحرص على الآخرة.

إرث حضاري عظيم

لم تقتصر إنجازات سيدنا إدريس عليه السلام على الجانب الديني فحسب، بل تعدّت ذلك إلى مجالات متعددة. يُنسب إليه أول من وضع أسس الحياة المدنية وأنشأ مدناً متحضرة، يُذكر أنه أسّس ما يقارب 188 مدينة. كما يُنسب إليه ريادة خياطة الثياب البيضاء، مما يدل على تقدّمه في الحرف اليدوية وإسهاماته في تطوّر الحياة الاجتماعية في عصره. و يُعتبر إدريس عليه السلام رائداً في مجالات عديدة أثرت إيجابياً في مسيرة الحضارة البشرية.

في الختام، يُمثل سيدنا إدريس عليه السلام نموذجاً إسلامياً مشرفاً لإيمان قوي، وعمل دؤوب في نشر دعوة التوحيد و إحياء القيم الأخلاقية، بالإضافة إلى إسهاماته في تطوير الحضارة الإنسانية. يُعدّ إرثه العظيم مصدر إلهام لجميع الأجيال.

Total
0
Shares
المقال السابق

بدايات الخياطة: من إدريس عليه السلام إلى الثورة الصناعية

المقال التالي

رحلة ماجلان التاريخية: من أول من طاف العالم؟

مقالات مشابهة