جدول المحتويات
مقدمة: سورة مريم – رحلة الإيمان والطهارة
تُعدّ سورة مريم من السور المكية التي نزلت على النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في العام الرابع من البعثة. وتُعرف هذه السورة بجمال أسلوبها وتنوع مواضيعها، التي تدور حول الإيمان والطهارة والرسالة الإلهية.
سياق نزول السورة
نزلت سورة مريم بعد سورة فاطر وقبل سورة طه، وعدد آياتها سبع وتسعون آية. وقد سميت السورة بهذا الاسم نسبةً إلى قصة مريم -عليها السّلام- التي تُعتبر محورًا رئيسيًا فيها. تُشير الروايات إلى أنّ السورة نزلت ردًا على اتهام اليهود لمريم وابنها عيسى -عليهما السلام- بالفاحشة.
أهداف السورة
تُركز سورة مريم على مجموعة من الأهداف، أهمها:
- دحض ادعاءات اليهود: تكشف السورة عن زيف اتهامات اليهود لمريم وابنها عيسى -عليهما السلام- وتُبرّئ ساحتهما من كلّ تهمةٍ.
“فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا” [سورة مريم: 27].
“إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” [سورة آل عمران: 59].
- تأكيد توحيد الله: تُؤكد السورة على توحيد الله تعالى ونفي وجود أيّ شريكٍ له، وترفض ادعاءات النصارى باعتبار عيسى ابن الله تعالى.
“لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا*أَن دَعَوْا لِلرَّحْمٰنِ وَلَدًا*وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا” [سورة مريم: 89-92].
- تبجيل الأنبياء: تُسلّط السورة الضوء على قصص الأنبياء كزكريا ومريم وعيسى -عليهم السلام- لتُبيّن عظائمهم ورسالتهم الإلهية.
“فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا*فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا* فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا” [سورة مريم: 22-24].
اللطائف والعبر
تُقدّم سورة مريم مجموعة من الدروس والعبر المستفادة من قصص الأنبياء، من أهمها:
- الجزاء من جنس العمل: تُشير الآيات إلى أنّ كلّ عملٍ يقدّمه الإنسان في سبيل الله يُكافأ بمكافأةٍ تناسب حجم العمل.
“وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى” [سورة مريم: 76].
- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: تُبيّن السورة أهمية الاعتماد على الله تعالى والتّوكل عليه، مع الحرص على الأخذ بالأسباب.
“إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ” [سورة النساء: 48].
- العلم والعمل: تُشجع السورة على التّعلم والعمل بما تمّ تعلمه، وتركيز على ضرورة التطبيق العملي للقيم والمعرفة.
المراجع
- “مقاصد السور القرآنية -[29مقاصد سورة مريم]”،ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2018. بتصرّف.
- “نور البيان في مقاصد سور القرآن”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2018. بتصرّف.
- “لطائف وعبر من سورة مريم”،saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2018. بتصرّف.