جدول المحتويات:
السمات المميزة للسور المكية
تتميز السور المكية في القرآن الكريم بعدة خصائص بارزة تنعكس فيها الظروف والتحديات التي واجهها النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة. هذه الخصائص تساعدنا على فهم السياق الذي نزلت فيه هذه السور.
- التأكيد على وحدانية الله: تركز السور المكية بشكل كبير على توحيد الله -تعالى- وإثبات قدرته على البعث والحساب، وتدعو إلى عبادته وحده لا شريك له.
- قصص الأنبياء والأمم السابقة: تتضمن هذه السور الكثير من قصص الأنبياء والأمم السابقة كعبرة وعظة، بالإضافة إلى قصة آدم وإبليس، مع ملاحظة أن سورة البقرة على الرغم من كونها مدنية، إلا أنها تتضمن أيضاً بعض هذه القصص.
- تثبيت قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنزلت هذه السور لتخفيف معاناة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتقوية عزيمته وصبره على أذى المشركين.
- وجود سجدات التلاوة: غالباً ما تحتوي السور المكية على سجدات التلاوة.
- تكرار لفظ “كلا”: السور التي تقع في النصف الثاني من القرآن الكريم وتحتوي على كلمة “كلا” هي سور مكية، وقد تكررت هذه الكلمة 33 مرة في 15 سورة.
- النداء بـ “يا أيها الناس”: تكثر في السور المكية النداءات التي تبدأ بـ “يا أيها الناس”، مثل قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ).
- بيان القواعد العامة للتشريع: تقدم السور المكية القواعد الأساسية والكلية للتشريع الإسلامي.
- مخاطبة المشركين: تخاطب هذه السور المشركين مباشرة وتدعوهم إلى الإيمان بالله وتفنّد حججهم وشبهاتهم.
- قصر الآيات: تتميز السور المكية بقصر آياتها وإيقاعها القوي الذي يؤثر في النفس ويعظم الله في قلب القارئ.
- الحروف المقطعة: تبدأ العديد من السور المكية بالحروف المقطعة، باستثناء سورتي البقرة وآل عمران المدنيتين.
الخصائص الفريدة للسور المدنية
تتميز السور المدنية بخصائص تختلف عن السور المكية، حيث نزلت في المدينة المنورة بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتعكس هذه الخصائص طبيعة المجتمع الإسلامي الجديد واحتياجاته التشريعية والتنظيمية.
- طول الآيات: تميل آيات السور المدنية إلى أن تكون أطول نسبياً من آيات السور المكية.
- تفصيل الأحكام الشرعية: تتضمن السور المدنية تفصيلات للأحكام الشرعية المتعلقة بالفرائض والحدود والعبادات والمواريث والنظام الأسري والجهاد والعلاقات الاجتماعية والدولية في السلم والحرب، بالإضافة إلى نظام الحكم والمسائل التشريعية الأخرى.
- ذكر المنافقين: تتناول السور المدنية فئة المنافقين، وتكشف عن صفاتهم وأفعالهم، باستثناء سورة العنكبوت التي تعتبر مكية على الرغم من ذكرها لبعض الصفات المشابهة.
- مجادلة أهل الكتاب: تجادل السور المدنية أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وتدعوهم إلى الإسلام، وتبين تحريفهم لكتبهم وتكذيبهم للرسل.
أهمية التفريق بين المكي والمدني
لمعرفة السور المكية والمدنية والتفريق بينهما أهمية كبيرة في فهم وتفسير القرآن الكريم، وتكمن هذه الأهمية في عدة جوانب:
- معرفة الناسخ والمنسوخ: يساعد التمييز بين المكي والمدني على تحديد الناسخ والمنسوخ من الآيات، حيث يؤخذ بالآية المدنية كونها متأخرة في النزول عن الآية المكية، وبالتالي تعتبر ناسخة لها إذا كان هناك تعارض بينهما.
- فهم تاريخ التشريع: يمكن من خلال معرفة المكي والمدني فهم تطور التشريع الإسلامي وتدرجه في الأحكام حتى اكتمال نزول القرآن الكريم.
- تعزيز الإيمان: يعزز الإيمان الحق برسالة الإسلام وفهم دورها في تربية الأفراد والمجتمعات.
- إزالة الشكوك: يزيل أي شكوك قد تثار حول سلامة القرآن الكريم من التغيير أو التحريف، وذلك من خلال إظهار اهتمام المسلمين بتدوين القرآن ونقله بأمانة وضبط، وتحديد أوقات نزول كل آية وظروفها المختلفة.
- المساعدة في التفسير: يساعد المفسرين على فهم معاني الآيات والمقاصد الشرعية منها.
- فهم الأساليب القرآنية: يمكن من خلال معرفة المكي والمدني فهم أساليب القرآن الكريم المختلفة والاستفادة منها في الدعوة إلى الله.
المراجع
- مصطفى ديب البغا (1998)، الواضح في علوم القرآن (الطبعة 2)، دمشق: دار الكلم الطيب / دار العلوم الإنسانية، صفحة 66.
- مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة 3)، الرياض: مكتبة المعارف، صفحة 62.
- سورة البقرة ، آية:21
- محمد الأمين الهرري (2001)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة 1)، بيروت : دار طوق النجاة، صفحة 107، جزء 11.
- محمد الحفناوي (2002)، دراسات أصولية في القرآن الكريم، القاهرة : مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية، صفحة 465.
- محمد الحفناوي (2002)، دراسات أصولية في القرآن الكريم، القاهرة : مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية، صفحة 466.
- مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة 3)، الرياض: مكتبة المعارف، صفحة 63.
- مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة 3)، الرياض: مكتبة المعارف، صفحة 64.
- مصطفى ديب البغا (1998)، الواضح في علوم القرآن (الطبعة 2)، دمشق: دار الكلم الطيب / دار العلوم الإنسانية، صفحة 67.
- محمد الزرقاني ، مناهل العرفان في علوم القرآن (الطبعة 3)، القاهرة : مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، صفحة 195، جزء 1.
- مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة 3)، الرياض: مكتبة المعارف، صفحة 59.