لمحة عامة حول المنهج الوصفي
يُعد المنهج الوصفي أحد الأساليب البحثية الهامة في العلوم المختلفة. يتميز هذا المنهج بخصائص فريدة تجعله مناسبًا لدراسة الظواهر والأحداث في بيئتها الطبيعية. سنستعرض في هذا المقال أبرز هذه السمات والمزايا التي تجعل منه أداة قيمة للباحثين.
الطابع الكمي في البحث
من الخصائص المميزة للمنهج الوصفي اعتماده على البحث الكمي (Quantitative Research)، حيث يسعى لجمع بيانات يمكن قياسها وتحليلها إحصائيًا. يهدف هذا الأسلوب إلى فهم أعمق لخصائص المجتمع أو العينة المدروسة. وبذلك، يُعتبر المنهج الوصفي أداة بحثية أساسية تتيح للباحثين من مختلف التخصصات جمع ووصف طبيعة الشريحة السكانية المستهدفة.
المتغيرات الخارجة عن السيطرة
خاصية أخرى بارزة للمنهج الوصفي هي وجود متغيرات غير قابلة للضبط (Uncontrolled Variables). هذا يعني أن المتغيرات التي يتم دراستها لا تتأثر بأي عوامل خارجية سواء كانت كمية أو نوعية. يعود ذلك إلى أن المنهج الوصفي يعتمد على المراقبة كأسلوب أساسي للبحث، وبالتالي فإن سلوك المتغيرات ليس تحت سيطرة الباحث.
الدراسة المستعرضة
يتميز المنهج الوصفي بكونه دراسة مستعرضة (Cross-sectional Study)، مما يعني أنه يتم فحص أقسام مختلفة تنتمي إلى نفس المجموعة في نفس الوقت. بعبارة أخرى، هو نوع من البحث القائم على الملاحظة يحلل بيانات المتغيرات التي يتم جمعها في فترة زمنية محددة عبر عينة من السكان أو مجموعة فرعية معينة.
قاعدة انطلاق لبحوث لاحقة
يشكل المنهج الوصفي أساسًا قويًا لمزيد من الأبحاث (The Basis for Further Research). يمكن للباحثين استخدام البيانات التي تم جمعها وتحليلها في البحث الوصفي لإجراء دراسات أعمق باستخدام تقنيات بحثية متنوعة. كما يمكن أن تساعد هذه البيانات في تحديد أنسب طرق البحث للدراسات اللاحقة.
مزايا استخدام المنهج الوصفي
يقدم المنهج الوصفي مجموعة من المزايا الهامة التي تجعله خيارًا جذابًا للعديد من الباحثين.
تجميع المعطيات
يساعد المنهج الوصفي في جمع المعلومات من خلال طرق محددة مثل الملاحظة، ودراسة الحالة، والمسح. باستخدام هذه الأساليب، يمكن تغطية جميع طرق جمع البيانات الأولية، مما يوفر كمية كبيرة من المعلومات التي يمكن استخدامها في الأبحاث المستقبلية أو حتى في تطوير فرضيات البحث.
الشمولية والتنوع
بفضل جمع البيانات النوعية والكمية، يوفر المنهج الوصفي فهمًا شاملاً لـ الذي يتم فحصه، مع وجود كافة المعلومات المتنوعة والشاملة الضرورية.
البيئة الطبيعية
يتيح المنهج الوصفي إجراء البحث في البيئة الطبيعية للمستجيب، مما يضمن جمع بيانات عالية الجودة والمصداقية.
السرعة والتكلفة المنخفضة
يتميز المنهج الوصفي بالسرعة في الأداء والتحليل والتكلفة المنخفضة. عادةً ما يكون حجم العينة كبيراً في الدراسات الوصفية، مما يجعل جمع البيانات سريعًا واقتصاديًا. يعتمد هذا المنهج بشكل عام على وصف الظواهر والحالات المتواجدة في البيئة المحيطة بالأفراد في المجتمعات المختلفة.
مفهوم المنهج الوصفي
يُعرف المنهج الوصفي (Descriptive Approach) بأنه نوع من أنواع البحث والدراسة يصف مجموعة سكانية أو حالة أو ظاهرة بهدف دراستها وتحليلها. يركز هذا المنهج على الإجابة على أسئلة المشكلة التي يتناولها البحث.
يُطلق على المنهج الوصفي طريقة البحث القائمة على الملاحظة (Observational Method)، حيث إنه لا يتأثر بالمتغيرات التي تحدث في الدراسة أثناء عملية البحث. يعني ذلك أن الهدف الأساسي للمنهج الوصفي هو ببساطة وصف الحالة أو الظاهرة أو المجموعة السكانية قيد الدراسة والإجابة على المشكلة المتعلقة بها، وليس البحث عن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه المشكلة.
على سبيل المثال، إذا كانت هناك شركة ذات علامة تجارية مقرها في المملكة المتحدة وتتطلع إلى إنشاء فرع لها في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة. وبالتالي، فهي تريد فهم التركيبة السكانية للعملاء أو المستهلكين الذين يشترون بشكل عام من العلامات التجارية المماثلة. في هذه الحالة، ستركز هذه الشركة على دراسة المعلومات التي تم جمعها من المسح على التركيبة السكانية للسكان فقط. وبالتالي، ستقوم باكتشاف تفاصيل حول أنماط الشراء لمختلف الفئات العمرية في نيويورك. المنهج الوصفي في مثل هذا النوع من البحث سيقوم بدراسة سبب وجود مثل هذه الأنماط، لأن العلامة التجارية تحاول ترسيخ نفسها في نيويورك وكل ما تريد فهمه هو السلوك الشرائي للسكان وليس سبب وجود مثل هذا التنوع لدى الناس في مدينة نيويورك.
قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143].
وفي الحديث النبوي: “الدِّينُ يُسْرٌ، ولَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وقَارِبُوا وأَبْشِرُوا، واسْتَعِينُوا بالغَدْوَةِ والرَّوْحَةِ وشيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ”