جدول المحتويات:
الشباب وأهميته
لا يمكن لأي أمة أن تنهض وتتطور بدون الدور الحيوي الذي يلعبه شبابها. فهم الركيزة الأساسية لأي مجتمع، وقوتهم وعزيمتهم تمثلان الدافع الحقيقي للتقدم والازدهار. فالاقتصاد لا ينمو والبلاد لا تتقدم إلا بسواعد شبابها. ففي حين يساهم كبار السن بخبرتهم وحكمتهم المستمدة من سنوات العمر، تحتاج الدول إلى طاقة الشباب المتجددة، وقدراتهم الفتية، وعزائمهم القوية لتحقيق النمو والتطور المنشودين.
الخصائص المميزة لمرحلة الشباب
مرحلة الشباب تتميز بعدة سمات فريدة تميزها عن المراحل العمرية الأخرى. هذه السمات تشكل شخصية الشاب وتوجه سلوكه وتفاعله مع المجتمع.
بذل العطاء
الشباب هم مصدر العطاء الدائم، وذلك لما يمتلكونه من طاقة وقوة وإصرار. ما يميز عطاء الشباب أنه متواصل ومنتظم، وذلك بفضل الطاقة الكامنة التي لا تنضب لديهم، والتي تحفزهم باستمرار على العمل والإنجاز. بينما قد يشوب المراحل العمرية الأخرى بعض الضعف والانقطاع بسبب المرض أو التقدم في العمر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ.”
التطلع إلى الأفضل وتحديد الأهداف
قد يمتلك الأطفال أحلامًا وأماني كثيرة، ولكنها غالبًا ما تكون غير واقعية ولا تستند إلى الظروف الحقيقية للحياة وقدراتهم ومواهبهم الفعلية. أما الشاب، فهو قادر على تحديد أهدافه بوضوح، والتمييز بين ما يمكن تحقيقه وما لا يمكن تحقيقه، وذلك لأن تفكيره ومداركه أوسع وأشمل من تفكير الطفل. ولا شك أن تحديد الأهداف يساعد الإنسان على تحقيقها عندما يسخر جهوده لتحقيقها.
قال الله تعالى: “وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ (41)” (النجم).
تحمل المسؤولية
بعد أن كان الإنسان طفلاً لا يتحمل مسؤوليات الحياة وواجباتها، يجد نفسه في مرحلة الشباب وقد أُلقيت على عاتقه الكثير من المسؤوليات والواجبات. فهو في هذا السن قادر على تحمل أعباء الحياة والقيام بواجباتها بما يمتلكه من القوة والعزيمة والإصرار.
النضج العاطفي
تعتبر مرحلة الشباب فترة مميزة بتدفق المشاعر والنضج العاطفي. يشعر الشاب، سواء كان ذكرًا أو أنثى، برغبة قوية في إقامة علاقة شرعية مع الطرف الآخر من خلال الزواج، ويبدأ في التفكير في بناء أسرة مستقلة وإنجاب الأطفال. هذه المشاعر تعكس النمو العاطفي والاجتماعي الذي يمر به الشاب في هذه المرحلة.
قال الله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الروم: 21).
الحماس والتسرع
على الرغم من الحكمة التي قد يتمتع بها الشاب، إلا أنه قد يتسرع في اتخاذ القرارات في كثير من المواقف، مدفوعًا بحماسه الشبابي وطاقته المتدفقة. هذا التسرع قد يكون نتيجة لقلة الخبرة أو الرغبة في تحقيق النتائج بسرعة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “التَّأنِّي سَلامَةٌ، وَالعَجَلُ نَدَامَةٌ.”
مواجهة التحديات المتعددة
يواجه الشاب في هذه المرحلة العديد من التحديات والعقبات. يجب عليه اختيار التخصص الدراسي الذي يرغب فيه، والذي سيحدد مستقبله المهني. كما أن هناك أحداثًا مصيرية تتخلل هذه المرحلة، مثل امتحانات الثانوية العامة التي تحدد بشكل كبير مصير الطالب وقبوله في الجامعات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الشاب تحديات أخلاقية عندما يرى الفساد والمنكرات المنتشرة في المجتمع، ويسعى جاهدًا لمقاومتها وتجنبها. كل هذه التحديات تتطلب من الشاب التحلي بالصبر والعزيمة والإصرار لتحقيق النجاح والتغلب عليها.