سمات شعر الهجرة وأهم خصائصه

استكشاف سمات شعر الهجرة: التأمل العميق، التفاعل مع الطبيعة، البعد عن الخطابة المباشرة، الشوق إلى الوطن، النزعة الإنسانية الشاملة، والتحرر من القيود التقليدية.

التأمل الفلسفي

يعتبر التأمل العميق في الذات الإنسانية من أبرز العلامات المميزة للشعر المهجري. سعى شعراء المهجر إلى فهم النفس البشرية وتحليلها بمنظور دقيق، رغبة منهم في استكشاف الحقائق الكونية والأسرار الخفية للحياة. وقد كان هذا التأمل سمة بارزة في شعر المهجر الشمالي. كما في قول نسيب عريضة:

يا نفس مالك والأنين تتألمين وتؤلمين
عذبت قلبي بالحنين وكتمته ما تقصدين
وأبيت يا نفس المنام أفأنت وحدك تشعرين

هذا العمق في التفكير يمنح الشعر المهجري بعدًا فلسفيًا يتجاوز الوصف السطحي للأمور.

التفاعل مع الطبيعة

من السمات الجوهرية للشعر المهجري هو التفاعل العميق مع الطبيعة ومحاورتها، ومحاولة إضفاء الحيوية عليها. يعكس الشعراء المهجريون مشاعرهم المتنوعة، من الفرح إلى القلق، والخوف، في قصائدهم، ويجدون في الطبيعة ملاذًا من صخب الحياة الحضرية.

كانت الغابة بالنسبة لأدباء المهجر رمزًا للحب الصادق للوطن البعيد، ومضادًا لحياة القصور. تمثل الغابة الطبيعة المقدسة، والعودة إلى الحياة العربية البسيطة والأصيلة. لذلك، نظروا إلى الغابة كمعلم أخلاقي، ومكانًا مثاليًا لتهذيب النفس.

الابتعاد عن الخطاب المباشر

يميل الشعر المهجري إلى استخدام أسلوب الهمس والتلميح، بدلاً من الخطاب المباشر الصريح. هذا الأسلوب يجعل المعنى يتسرب إلى قلب المتلقي بسهولة ويسر، مما يتيح له فرصة للتأمل والاستنتاج.

الشوق إلى الوطن

عبّر شعراء المهجر عن حنينهم العميق إلى أوطانهم من خلال الشعر، ووصفوا تجربتهم الذاتية ومشاعر الشوق التي تنتابهم. لجأوا إلى الشعر كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم تجاه أوطانهم، ورغبتهم الجامحة في العودة إليها. يمكن اعتبار هذا الحنين نابعًا من الروح العربية الأصيلة والحياة البدوية.

لهذا السبب، يزخر الشعر المهجري بالتعبير عن الحنين للوطن والدفاع عن قضاياه، باعتبار أن الشعراء جزء لا يتجزأ من كيان الوطن. هذا الحنين يعتبر سمة أساسية في قصائد الشعر المهجري الشمالي والجنوبي، ويعود ذلك إلى أسباب متعددة:

  • تجربتهم للغربة بكل ما تحمله من معانٍ تثير الحنين.
  • فيض المشاعر الجياشة لديهم التي تدفعهم للتغني بجمال الوطن.
  • الافتقاد لروحانية الشرق وعاطفته.

النزعة الإنسانية الشاملة

يحمل الشعر المهجري نزعة إنسانية عميقة، تتماثل مع باقي أشكال الأدب المهجري. تتمحور هذه النزعة حول قيم الخير والحب، والدفاع عن المظلومين.

أهم ما تتضمنه هذه النزعة الإنسانية:

  • الرغبة الصادقة في الخير لجميع المخلوقات.
  • نشر القيم والمبادئ السامية بين الناس.
  • الدعوة إلى إقامة مجتمع إنساني متكامل، وهو ما دعا إليه جبران خليل جبران.

التحرر من القيود الموروثة

من أهم الميزات التي تميز الشعر المهجري هو تحرر شعرائه التام من القيود التقليدية التي كانت تحد من إبداعهم.

الأسلوب الفني والبصمة الشخصية

يتميز الشعر المهجري بأسلوب فني فريد، يضفي عليه الشعراء المهجريون طابعهم الشخصي. يتسم شعرهم بالغنائية الرقيقة، وبراعة التصوير والوصف.

نظرة التشاؤم

البعد عن الوطن، وما يترتب عليه من اضطرابات نفسية نتيجة الغربة، غالبًا ما يزرع اليأس في القلب. لهذا السبب، كان الشعراء المهجريون يشعرون باليأس والقلق والتشاؤم الذي يظهر في أشعارهم. كانوا ينظرون إلى الحضارة الغربية والحياة المدنية نظرة تشاؤمية. ومع ذلك، هذا لا يعني غياب التفاؤل تمامًا لديهم. فبعضهم، مثل إيليا أبو ماضي، كان متأثرًا بالنزعة الرومانسية، على الرغم من احتفاظه بنظرة سلبية. وجبران خليل جبران كان أيضًا من أصحاب النزعة الرومانسية الذي سعى دومًا إلى الابتعاد عن التشاؤم.

المصادر

  1. “ما الخصائص الموضوعية للمهجر؟”، www.al-maktaba.org
  2. مريم عزيز خاني (16-1-2014)، “المهجري ومدارسه وشعرائه”، www.diwanalarab.com
  3. مروان الجنزير، “شعراء المهجر.. ودورهم في تجديد الشعر العربي”، www.faculty.mu.edu.sa
Total
0
Shares
المقال السابق

سمات مميزة في الشعر الملحمي

المقال التالي

سمات القصيدة الوطنية

مقالات مشابهة