سمات شعر النقائض في العصر الأموي

نظرة عامة على شعر النقائض في العصر الأموي

يعتبر شعر النقائض من أبرز الأشكال الشعرية التي ازدهرت في العصر الأموي، وتميز بخصائص فريدة تعكس طبيعة الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في تلك الفترة. هذا النوع من الشعر اعتمد على المبارزات الكلامية الحادة بين الشعراء، حيث يرد كل شاعر على الآخر بقصيدة مضادة، مفندًا حججه ومبرزًا عيوبه.

الإطالة في شعر النقائض

اتسمت قصائد النقائض في العصر الأموي بالطول النسبي، ويعزى ذلك إلى عدة عوامل. أولاً، التداخل الكبير بين الشعر والسياسة، حيث كانت القصائد تستخدم كوسيلة للتعبير عن الانتماءات السياسية والدفاع عن المواقف الحزبية. ثانياً، التعصب القبلي الذي كان سائداً في المجتمع آنذاك، والذي دفع الشعراء إلى الإسهاب في ذكر مآثر قبائلهم والتقليل من شأن القبائل الأخرى. هذا التفاعل السلبي بين السياسة والقبلية أدى إلى تضخيم القصائد وإقحامها في تفاصيل دقيقة تتعلق بالسياسيين والقادة.

أثر التعاليم الإسلامية

بالرغم من الطابع الجدلي والساخر لشعر النقائض، إلا أن البيئة الإسلامية المحيطة بالشعراء تركت بصماتها الواضحة على لغة القصائد ومضمونها. فقد استلهم الشعراء العديد من المفاهيم والقيم الإسلامية، واستخدموها في تعزيز حججهم أو في نقد خصومهم. ومع ذلك، لم يمنع هذا التأثير بعض الشعراء من الانزلاق إلى الهجاء الفاحش والخروج عن حدود الأدب والأخلاق.

الهجاء البذيء

انتهج بعض شعراء النقائض أسلوبًا لاذعًا في الهجاء، وصل إلى حد الفحش والابتذال. تجاوزوا حدود النقد الأدبي المحترم، ولجأوا إلى التشهير بالأعراض وانتهاك الحرمات، مستخدمين عبارات جارحة ومؤثرة. هذا الأسلوب البذيء أثار انتقادات واسعة، واعتبره الكثيرون منافيًا لروح الإسلام وتعاليمه السمحة. وصل الأمر ببعضهم إلى التناقض مع التعاليم الدينية والأخلاقية.

الأسلوب التهكمي

كان الهدف الرئيسي من استخدام الأسلوب التهكمي في شعر النقائض هو النيل من الخصوم والتشنيع بهم. اعتمد الشعراء على السخرية اللاذعة والتهكم المرير لتصوير خصومهم في صورة كاريكاتورية مضحكة، بهدف تحقيرهم وتشويه سمعتهم أمام الجمهور.

ابتكار الصور والمعاني

تميز شعراء النقائض بقدرة فائقة على ابتكار الصور الخيالية وتوليد المعاني الجديدة. لم يترددوا في استخدام الخيال الجامح لصياغة وقائع من نسج الخيال، والمبالغة في تصوير الأحداث والشخصيات. كان هدفهم هو إثارة دهشة الجمهور وإبهارهم ببراعتهم اللغوية وقدرتهم على التلاعب بالكلمات، بغض النظر عن مدى مصداقية ما يطرحونه.

المقارنة وعقد الموازنات

تعتبر المقارنة والموازنة من أهم الخصائص المميزة لشعر النقائض في العصر الأموي. فقد كان الشعراء يعمدون إلى مقارنة أنفسهم بخصومهم، وموازنة مآثر قبائلهم بمآثر القبائل الأخرى، بهدف إظهار تفوقهم وعلُو شأنهم.

تتبع أخطاء المنافسين

اعتمد شعراء النقائض على أسلوب تتبع أخطاء الخصوم وتضخيمها، وذلك بهدف إيجاد مادة دسمة للهجاء والتشهير. كانوا يبحثون عن أي زلة أو هفوة يرتكبها خصومهم، ثم يقومون بتصويرها في صورة مبالغ فيها، واستخدامها كسلاح ضدهم.

غايات الشعر العربي

يهدف الشعر العربي إلى تحقيق العديد من الغايات، ومن أهمها:

  • الغَزَل: هو شعرٌ يُعبر فيه الشاعر عن حبّه لمحبوبته.
  • الوَصف: هو بيان الحال وطبيعته لإعطاء صورة في ذهن المستمع عنه.
  • الاعتذار: هو شعر يدافع فيه الشاعر عن نفسه لصدّ التهم عنه.
  • الهجاء: ذِكر مساوئ الشاعر لقبيله.
  • الرثاء: وصف محاسن المُتوفى وإظهار مدى الحزن عليه.
  • الفخر: مدحالشاعر نفسه بنفسه وإظهار الخصال الجيّدة في شخصيته.
  • المدح: إظهار الجوانب الطيّبة والثناء عليها في الشخص المقابل.

أشهر شعراء النقائض

من أبرز شعراء النقائض الذين عرفتهم اللغة العربية:

  • الشاعر جرير.
  • الشاعر الأخطل.
  • الشاعر الفرزدق.

المراجع

  1. ايمان عبد الحسن علي البهبوادي (1-8-2012), “خصائص فن النقائض”, www.uobabylon.edu.iq, تم الاسترجاع 7-10-2018.
  2. باحثة جامعية،إرادة الحياة في شعر أبي القاسم الشّابي (دراسة في أغراض الشعر والعوامل المؤثرة فيه)، جامعة سونن أمبيل الإسلامية الحكومية سوربايا: جامعة سونن أمبيل الإسلامية الحكومية سوربايا، صفحة 23-32. بتصرّف.
  3. أبجباریة مصطفاوي، عمار شلواي ،الخطاب في شعر النقائض – نقائض جرير و الفرزدق -، صفحة 32. بتصرّف.
Exit mobile version