سمات شعر الزهد

مقدمة

يعتبر شعر الزهد من أبرز الأغراض الشعرية في الأدب العربي، حيث يعكس رؤية عميقة للحياة وقيمها، ويدعو إلى التخلي عن متاع الدنيا الفانية والتوجه نحو القيم الروحية والأخروية. يهدف هذا النوع من الشعر إلى تذكير الإنسان بحقيقة وجوده وغايته، ودفعه إلى العمل الصالح والتوبة.

السمات المميزة لشعر الزهد

يتميز شعر الزهد بعدة خصائص تجعله فريدًا ومؤثرًا، ومن أهم هذه الخصائص:

• سهولة الأسلوب ووضوح اللغة: يعتمد شعر الزهد على لغة بسيطة وواضحة، بعيدة عن التعقيد والتكلف، وذلك لكي تصل الرسالة إلى أوسع شريحة من الناس وتؤثر فيهم.
• التحرر من القيود الشعرية التقليدية: غالبًا ما يخرج شعر الزهد عن الأوزان والقوافي التقليدية، ويستخدم أساليب جديدة ومبتكرة للتعبير عن المعاني الروحية والأخلاقية. ويُعتبر أبو العتاهية وبشار بن برد من أوائل من قاموا بكسر قواعد القافية المعهودة.
• استخدام أسلوب الوعظ والتذكير: يعتمد شعر الزهد على أسلوب الوعظ والتذكير، بهدف تنبيه القارئ أو المستمع إلى حقيقة الدنيا وزوالها، وتشجيعه على التوبة والرجوع إلى الله.
• الإكثار من الأساليب الإنشائية: يستخدم شعر الزهد الأساليب الإنشائية مثل النداء والتعجب والاستفهام والأمر والنهي، لجذب انتباه المتلقي وإثارة مشاعره.
• الطابع الفلسفي والحكمة: يتضمن شعر الزهد الكثير من الحكم والأمثال التي تعبر عن تجارب الحياة وتعلم الإنسان دروسًا في الأخلاق والسلوك.

لمحة عن شعر الزهد

ازدهر شعر الزهد في العصر الأندلسي، حيث كان يمثل جزءًا هامًا من الإنتاج الشعري في تلك الفترة. يُذكر أن ابن أبي زمنين كان من بين الشعراء الذين سلكوا هذا الدرب في القرن الرابع الهجري. على الرغم من أن شعر الزهد لم يكن شائعًا في بداية حياة الشاعر، إلا أنه مع مرور الوقت وتقلبات الحياة، كان الشاعر يلجأ إلى نظم الأشعار التي تعبر عن الزهد. وفي القرن الخامس الهجري، ظهر عدد كبير من الشعراء الذين كتبوا في هذا المجال، وذلك بسبب الفوضى السياسية والاجتماعية والثقافية التي كانت تعصف بتلك الفترة. وأصبح الزهد منهجًا أدبيًا وأخلاقيًا للكثير من الشعراء الذين وجدوا فيه طريقًا للنجاة والخلاص من صعوبات الحياة.

أعلام شعراء الزهد

برز العديد من الشعراء الذين نبغوا في نظم شعر الزهد، ومن أبرزهم:

• علي بن إسماعيل القرشي، المعروف بالطليطلي.
• أبو إسحاق الإلبيري.
• أبو العتاهية.

نماذج من شعر الزهد

يهدف شعر الزهد إلى التشجيع على الزهد في ملذات الدنيا، والتوق إلى الحياة الحقيقية القائمة على التقوى والعمل الصالح. ومن أمثلة ذلك قول أبي العتاهية:

رَغِيفُ خُبْزٍ يَابِسٌ
تَأْكُلُهُ فِي زَاوِيَهْ
وَكُوزُ مَاءٍ بَارِدٍ
تَشْرَبُهُ مِنْ صَافِيَهْ
وَغُرْفَةٌ ضَيِّقَةٌ
نَفْسُكَ فِيهَا خَالِيَهْ
أَوْ مَسْجِدٌ بِمَعْزِلٍ
عَنِ الوَرَى فِي نَاحِيَهْ

المراجع

• “أبو العتاهية و خصائص شعره”،www.repositori.uin-alauddin.ac.id، page:61-63 اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2018. بتصرّف.
• “أبو العتاهية و خصائص شعره”،www.repositori.uin-alauddin.ac.id، page:64-66. اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2018. بتصرّف.
• “أبو العتاهية و خصائص شعره”،www.repositori.uin-alauddin.ac.id، page: 69-72. اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2018. بتصرّف.
• “أبو العتاهية و خصائص شعره”،www.repositori.uin-alauddin.ac.id، page:72-73. اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2018. بتصرّف.
• عيسى سلمان درويش المعموري (27-12-2013)،”شعر الزهد والتصوف”،www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2018. بتصرّف.
• هناء دويدري (11-4-2016)،”تاريخ الشعر العربي في الأندلس”،www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2018. بتصرّف.
• د. كمال تمام (30-3-2011)،”أبو العتاهية ومذهبه الشعري”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2018. بتصرّف.