سمات شعر البحتري

السمات المميزة لشعر البحتري

تميز شعر البحتري بمجموعة من الخصائص التي جعلته فريداً ومميزاً في عصره، ومن أبرز هذه الخصائص:

• الوضوح: اتسم شعره بالبعد عن التعقيد والتصنع، ما جعله سهل الفهم والاستيعاب للجمهور.
• صفاء اللغة: استخدم البحتري لغة عربية فصيحة وواضحة، بعيدة عن الغموض والتعقيد.
• البعد عن الفلسفة والمنطق: لم يتناول البحتري القضايا الفلسفية والمعقدة في شعره، بل ركز على الموضوعات الاجتماعية والإنسانية.
• الإيقاع الموسيقي: تميز شعره بالإيقاع الموسيقي الجميل، مما يضفي عليه جمالاً وجاذبية خاصة.
• التوازن في استخدام المحسنات البديعية: لم يكثر البحتري من استخدام المحسنات اللفظية والمعنوية، بل استخدمها باعتدال وتوازن.

وقد لخص البحتري نفسه بعض هذه السمات في قوله:

كلفتمونا حدود منـطـقـكـم فيالشعر يلغي عن صدقه كذبه
والشعر لمح تكفي اشارتهوليس بالهذر طولت خطبـه

كما تميز شعره بالجزالة في الألفاظ، وجودة الأسلوب، وحسن العرض، ورقة الجرس الموسيقي، وقد برزت هذه السمات بشكل خاص في شعره المدحي. وقد سار البحتري في شعره على نهج أستاذه أبو تمام، واقتدى بوصيته:

(اذا اخذت في مديح سيد ذي اياد فاشهر مناقبه وأظهر مناسبه ….).

كما تأثر البحتري بأشعار كبار الشعراء، وعلى رأسهم أبو تمام، حيث استعار بعض أقواله، ولكنه لم يتبعه في التعمق في الحكمة والفلسفة، واهتم بانتقاء ألفاظه وتجنب الغريب والمبهم منها.

الأغراض الشعرية للبحتري

ترك البحتري ديواناً شعرياً ضخماً، تناول فيه مختلف أغراض الشعر العربي، ولكنه برع بشكل خاص في فن المدح، حيث اتخذه وسيلة لتحسين أوضاعه المادية والاجتماعية، فكتب قصائد يمدح فيها الخلفاء والأمراء والوزراء والقادة وكبار رجال الدولة.

إلى جانب المدح، كتب البحتري في أغراض أخرى مثل الغزل والرثاء والوصف، ويُعتبر من أبرز شعراء الوصف في العصر العباسي، حيث تميز بقدرته على تصوير مظاهر الحياة والعمران والطبيعة بأسلوب بديع ومؤثر.

نبذة عن البحتري

البحتري هو الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي، أبو عبادة البحتري، ولد في منبج، وهي منطقة تقع بين حلب والفرات، ثم انتقل إلى العراق، حيث اتصل بالخلفاء، وعلى رأسهم المتوكل.

يُعد البحتري من كبار شعراء العصر العباسي، وتوصف أشعاره بأنها “سلاسل من ذهب”، وكان من بين ثلاثة من أبرز شعراء عصره، وهم المتنبي وأبو تمام والبحتري. وعندما سُئل أبو العلاء المعري: “أيهم أشعر؟” أجاب: “المتنبي وأبو تمام حكيمان، وإنما الشاعر البحتري”.

ويرى بعض النقاد الغربيين، كما ذكر مرجوليوث في دائرة المعارف، أن البحتري أقل ذكاءً من المتنبي، ولكنه أكثر شاعرية من أبي تمام. كما أن للبحتري كتاب “الحماسة”. توفي البحتري في منبج.

المراجع

1. أببشائر امير عبد السادة الفتلاوي (30-4-2012)،”ابو عبادة البحتري”،www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2018. بتصرّف.
2. رحمان خليفة بشار (10-8-2017)،”الشاعر الکبیر «أبي عبادة البحتري»”،www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2018. بتصرّف.
3. “نبذة حول : البحتري”،www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2018. بتصرّف.