مقدمة
في الآونة الأخيرة، شهدنا انتشارًا واسعًا للمبادرات والمشاريع التي تهدف إلى مكافحة الأمية والارتقاء بالمجتمعات. وقد ظهرت العديد من المراكز التي تسعى إلى دعم تعليم الكبار وتوجيههم، من خلال التخطيط الشامل للمشاريع وتحديد أهدافها، سواء كانت تلك الأهداف موجهة نحو المجتمع ككل أو نحو الفرد نفسه. يهدف هذا التعليم إلى تمكين الأفراد ليضطلعوا بمسؤولياتهم وأدوارهم الاجتماعية والوظيفية بكفاءة، مع التأكيد على أن يكون هذا التوجه نابعًا من رغبة ذاتية، دون أي إجبار أو ضغط خارجي. في هذه المقالة، سنتناول بالتحليل والتدقيق السمات الأساسية لتعليم البالغين.
السمات المميزة لتعليم البالغين
يختلف تعليم البالغين بشكل جوهري عن التعليم المقدم للفئات العمرية الأخرى. يتميز هذا النوع من التعليم بمجموعة من الخصائص الفريدة التي يجب أخذها في الاعتبار لضمان تحقيق أفضل النتائج. من بين هذه الخصائص:
- تحمل كامل المسؤولية: يتميز المتعلم البالغ بتحمله المسؤولية الكاملة عن تعلمه، وتعاونُه الوثيق مع المدرب أو المعلم لتحقيق الأهداف المنشودة. التوجيه يكون ذاتيًا، نابعًا من قناعة ورغبة شخصية لدى المتعلم.
- الاستفادة من الخبرات السابقة: يجب على البرامج التعليمية أن تأخذ في الاعتبار خبرات المتعلمين السابقة، وأن تدمجها في المناهج الدراسية. يمكن استخدام هذه الخبرات كأمثلة توضيحية لتسهيل عملية التعلم.
- التطبيقات الواقعية: من الضروري استخدام التطبيقات العملية والمستمدة من حياة المتعلمين اليومية، بحيث تتوافق مع احتياجاتهم ورغباتهم. هذا يساعد على توصيل المعلومة والمعرفة بشكل أسرع وأكثر فعالية.
- الاعتماد على الدافعية الذاتية: يجب استغلال الدافعية الذاتية للمتعلمين، وتوجيهها نحو تحقيق أهدافهم وتنمية معارفهم. الرغبة في تحقيق الذات وتطوير القدرات هي محرك أساسي لعملية التعلم.
- مراعاة الفروق العمرية: غالبًا ما يكون المعلم أصغر سنًا من المتعلم في برامج تعليم الكبار. يجب أخذ هذا الاختلاف في الاعتبار، ومراعاة البعد النفسي لدى المتعلمين لتوفير بيئة تعليمية مريحة وداعمة.
- تجاوز الأساليب التقليدية: يجب الابتعاد عن الطرق التقليدية في التدريس التي تجعل الطالب مجرد متلقي سلبي للمعلومات. يجب إشراك المتعلمين في العملية التعليمية، ومنحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم ومناقشة الأفكار.
- ملاءمة البرنامج لاحتياجات المتعلمين: يجب أن يكون البرنامج التعليمي مناسبًا لعمر المتعلمين واحتياجاتهم، من حيث المكان، وطبيعة المقاعد، والمناهج الدراسية، وغيرها من العناصر التي تشكل العملية التعليمية.
- مضاعفة الجهد: يتطلب تعليم الكبار بذل جهد مضاعف من قبل المعلم والمتعلم على حد سواء، نظرًا للتحديات التي قد تواجه المتعلمين الكبار في استيعاب المعلومات وتطبيقها.
- توفير بيئة تعليمية آمنة: يجب توفير مناخ تعليمي آمن وداعم للمتعلمين الكبار، يشجعهم على المشاركة الفعالة والتعبير عن آرائهم دون خوف أو تردد.
- استثمار القدرات الذهنية: يجب استثمار قدرة المتعلمين على الاستيعاب والنقد والتأمل والتفكير، وتقديم أمثلة تعليمية تنمي هذه القدرات وتطورها.
دوافع إقبال البالغين على التعلم
يواجه البالغون في حياتهم بعض التحديات والظروف التي تدفعهم إلى اتخاذ قرار بشأن التعليم، بغض النظر عن أعمارهم. من بين الأسباب التي تحفز الإنسان على التعلم:
- التخلص من الأمية: فالأميّة قد تسبب الحرج للمرء أمام المجتمع أو حتى أفراد أسرته.
- مواكبة التطور: وذلك للتماشي مع التطور والتقدم الحاصل في المجتمع، سواء في مجال التكنولوجيا أو في مختلف جوانب الحياة.
- تعويض الفاقد من المعرفة: وذلك لسد الثغرات المعرفية التي قد تكونت نتيجة لظروف الحياة المختلفة.
- توظيف الخبرات بشكل صحيح: لاستغلال الخبرات والمعارف المتراكمة لديهم بشكل أكثر فعالية في حياتهم العملية والشخصية.
- تنمية الاتجاهات وتعديلها: وذلك لتطوير اتجاهاتهم وسلوكياتهم بما يتماشى مع متطلبات الحياة الحديثة.
- التمكن من التعامل مع المواقف: لاكتساب القدرة على التعامل مع المواقف المختلفة التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية بشكل أكثر وعيًا وحكمة.
المراجع
- ↑ 7ص،”تعليم الكبار والتغير اإلجتماعي”،www.dvv-international.de، اطّلع عليه بتاريخ 19/7/2018. بتصرّف.
- ↑”عليم الكبار والتعليم المستمر”،www.ncys.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 19/7/2018. بتصرّف.
- ↑”الحاجات اللغوية للكبار”،www.mohamedrabeea.net، اطّلع عليه بتاريخ 19/7/2018. بتصرّف.
