مقدمة
تعتبر المرحلة الإعدادية فترة انتقالية هامة في حياة الفرد، تمتد بين الطفولة والمراهقة. وتتضمن هذه الفترة تغيرات جذرية على مختلف الأصعدة. عادةً ما تشمل المرحلة الإعدادية الصفوف السادس والسابع والثامن، وقد تتضمن في بعض الأنظمة التعليمية الصف التاسع أيضًا. هذه المرحلة حافلة بالتغيرات الجسدية والعقلية والعاطفية والاجتماعية، بالإضافة إلى النمو المتسارع الذي يشهده الفرد مع بداية سن البلوغ والتغيرات الهرمونية المصاحبة.
التطورات البدنية
خلال سنوات المراهقة، يمر الأفراد بتحولات نحو النضج الجسدي، مصحوبة بتغيرات متنوعة. تظهر بعض هذه التغيرات قبل البلوغ الفعلي، مع بروز الخصائص الجنسية الثانوية. فيما يلي أهم التغيرات التي تطرأ على الجنسين:
- الفتيات:
- يصل نمو الفتيات إلى قمته في سن الحادية عشرة والنصف تقريبًا، ثم يتباطأ في سن السادسة عشرة.
- تبدأ براعم الثدي بالظهور في عمر الثامنة، ويكتمل نمو الثدي بين سن الثانية عشرة والثامنة عشرة.
- يبدأ نمو شعر الإبط والعانة والساق في سن التاسعة أو العاشرة تقريبًا، ويصبح مماثلًا لنمط شعر البالغين في سن الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة.
- يبدأ الحيض بعد حوالي عامين من ظهور براعم الثدي وشعر العانة المبكر، وقد يحدث في سن مبكرة كالـ 9 سنوات أو متأخرة كالـ 16 سنة.
- الأولاد:
- يصل نمو الأولاد إلى ذروته في سن الثالثة عشرة والنصف، ويتباطأ في سن الثامنة عشرة.
- يبدأ الأولاد بملاحظة نمو الخصيتين وكيس الصَفَن مع بلوغهم سن التاسعة، وسرعان ما يبدأ العضو الذكري بالازدياد في الطول، وفي سن 17 أو 18 عامًا تكون أعضاؤهم التناسلية عادةً بحجم وشكل البالغين.
- يتغير الصوت بالتزامن مع الوقت الذي ينمو فيه العضو الذكري.
- يبدأ نمو شعر العانة، وكذلك شعر الساق والإبط والوجه والصدر في سن 12 عامًا تقريبًا، ويصبح كأنماط شعر البالغين عند حوالي 17-18 عامًا.
- البلوغ عند الصبيان لا يحدث بشكل مفاجئ كما هو الحال لدى الفتيات، بل يتمثل البلوغ للصبيان بحدوث الاحلام الرطبة أو ما يعرف بالاحتلام (بالإنجليزية: Nocturnal emissions) بشكل منتظم عند بداية سن البلوغ، ويبدأ الاحتلام عادة بين سن 13-17، وبمتوسط عمر 14.5 سنة، ويحدث الاحتلام مع ذروة الزيادة في الطول.
النمو الفكري والتعلم
يتطور التفكير لدى المراهقين إلى مستويات أعلى مقارنة بالأطفال. فالأطفال يعتمدون على التفكير المنطقي الملموس، بينما يتمكن المراهقون من تجاوز ذلك والتفكير في الاحتمالات والمفاهيم المجردة. يصبحون قادرين على اختبار الفرضيات ورؤية الاحتمالات المتعددة.
على الرغم من هذه القدرات المتقدمة، قد يظهر المراهقون سلوكيات ومواقف أنانية في كثير من الأحيان. تتسم طريقة تفكيرهم في هذه المرحلة بالآتي:
- التركيز على الحاضر، مع بدء إدراك الآثار طويلة المدى لأفعالهم.
- القدرة على رؤية القضايا من زوايا مختلفة، وفهم أن المعلومات يمكن تفسيرها بطرق متعددة.
- الانتقال من التفكير الملموس إلى استيعاب المفاهيم المجردة والرمزية.
- إمكانية ظهور سلوكيات أنانية أو عدم حساسية تجاه الآخرين.
التطور الحسي والحركي
تعتبر ممارسة الرياضة بانتظام في سن المراهقة أمرًا بالغ الأهمية لتحسين تناسق الجسم وتكوين عادات صحية. قد يشعر المراهقون في هذا العمر ببعض الخجل أو عدم الرشاقة، وقد يحتاجون إلى وقت للتكيف مع التغيرات الجسدية.
ارشادات من أجل نمو سليم في هذه الفترة
ليست مهمة الأبوة سهلة خلال فترة المراهقة. تتطلب تربية المراهقين وضع حدود عادلة وحازمة مع الحفاظ على الإيجابية والتواصل المستمر والمشاركة في اتخاذ القرارات، حتى لو حاول المراهق الابتعاد. فيما يلي بعض النصائح لتعزيز النمو الصحي للمراهق:
- مساعدة الطفل على تكوين عادات غذائية صحية واكتساب مظهر جسم صحي من خلال تقديم وجبات متوازنة وتوفير الفواكه والخضروات والأطعمة الصحية في المنزل. يجب أن يكون الوالدين قدوة حسنة في الغذاء والتمارين.
- تشجيع الطفل على ممارسة التمارين الرياضية يوميًا.
- توفير قسط كافٍ من الراحة، ووضع حدود لاستخدام التلفاز والهاتف والحاسوب.
- تحفيز التفكير الناضج من خلال مشاركة المراهق في وضع قواعد المنزل والتحدث عن القضايا الراهنة وتبادل الأفكار لحل المشكلات.
- التحدث بصراحة عن القضايا المتعلقة بالبالغين، مثل علامات البلوغ، ويفضل البدء قبل سن البلوغ. إذا لم يتمكن الوالدان من القيام بذلك، يمكن طلب المساعدة من الآخرين لتجنب اعتماد الطفل على معلومات خاطئة من التلفاز أو الأقران.
متى يجب استشارة الطبيب
يمكن للمتابعة مع الطبيب المساعدة في الحفاظ على صحة المراهق وتحديد المشكلات الحقيقية، مما يخفف التوتر بين الوالدين والطفل. يوصى بالاتصال بالطبيب عند القلق بشأن صحة الطفل الجسدية أو العاطفية. تشمل الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب ما يلي:
- التأخر في التطور الجنسي أو النمو، مثل تأخر البلوغ لسن 14 أو أكثر.
- ملاحظة علامات تدل على مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك تقلب المزاج، أو الشجار، أو الاكتئاب، أو التغيب عن المدرسة، أو الرسوب.
- مشاكل في شكل الجسد، مثل اعتقاد الفتاة المراهقة بأنها تعاني من زيادة الوزن بالرغم من نحافتها، حيث يمكن أن يكون هذا علامة تدل على اضطراب الأكل.
- ملاحظة تغيرات في الوزن أو الشهية.
- تعاطي المخدرات، أو شرب الكحول، أو التدخين.
النمو الاجتماعي والشعوري
يشهد المراهقون تطوراً اجتماعياً وعاطفياً كبيراً خلال هذه المرحلة. من أبرز المهام التي يسعون إليها هي البحث عن الهوية والسعي للاستقلال، وهي رحلة قد تستمر مدى الحياة.
تشمل الخصائص الاجتماعية والعاطفية للمراهقين في هذه المرحلة ما يلي: