فهرس المحتويات:
مقدمة عن المسرح الفكاهي
نشأ المسرح الفكاهي في اليونان القديمة، تحديدًا في الاحتفالات الدينية التي كانت تُقام تكريمًا لإله الخصوبة ديونيسوس. في بداياته، اعتمد هذا النوع من المسرح على الارتجال. وقد ميّز أرسطو بينه وبين المسرح المأساوي، حيث رأى أن المأساة تُستخدم للتعبير عن الملاحم والشخصيات العظيمة.
في المقابل، كان المسرح الفكاهي يعرض شخصيات وضيعة وسلوكيات خسيسة، مع التركيز على الجوانب السلبية في المجتمع. وعلى الرغم من تطور المسرح الفكاهي جنبًا إلى جنب مع المسرح المأساوي، إلا أن تطوره لم يحظ بنفس القدر من الاهتمام والتقدير. يتميز المسرح الفكاهي بالعديد من الخصائص التي تجعله ممتعًا وجذابًا للجمهور.
استخدام اللغة المواربة
يعتمد المسرح الفكاهي بشكل كبير على اللغة المواربة والتلاعب بالألفاظ. هذا الأسلوب الحواري يتميز بأفكار غير مباشرة حول موقف معين يتم تناوله في المسرحية. الهدف من ذلك هو خلق نكتة أو دعابة تكشفها الشخصيات من خلال الحوار.
في بعض الأحيان، يتم استخدام لغة الجسد كلغة موازية للفكاهة، حيث توصل الشخصيات أفكارًا فكاهية من خلال الإيماءات والإشارات باليدين أو الرأس أو تعابير الوجه. هذه التقنية تعزز الجانب الكوميدي وتزيد من تفاعل الجمهور مع العرض.
تناول القضايا الحساسة
غالبًا ما يتناول المسرح الفكاهي قضايا حساسة ومحرمة، خاصة تلك المتعلقة بالجنس والحب. يمكن تتبع جذور هذا النهج إلى الفن اليوناني القديم، وتحديدًا في مسرحيات الساتير. في هذه المسرحيات، كانت الشخصيات تظهر بجسد نصفه حصان ونصفه الآخر رجل، وكان الممثلون يرتدون أزياء جريئة ويعتمدون لغة مباشرة.
من خلال معالجة هذه القضايا بطريقة فكاهية، يتمكن المسرح من تسليط الضوء على جوانب معينة من المجتمع وتشجيع النقاش حولها بطريقة غير مباشرة.
توظيف أسلوب الهوية الزائفة
يُعتبر مفهوم “الهوية الزائفة” من الأساليب الشائعة في المسرح الفكاهي. في هذا الأسلوب، يؤدي الممثلون أدوارًا مختلفة عن هوياتهم الحقيقية في المسرحية، مما يؤدي إلى وقوعهم في أخطاء ومواقف مضحكة.
مثال على ذلك هو تداخل شخصيتي ألجرنون وجاك في هوية “إرنست” في مسرحية “أهمية أن تكون جادًا” لأوسكار وايلد، مما أدى إلى خلق العديد من الحوارات الكوميدية والمواقف الساخرة. هذا الأسلوب يضيف طبقة إضافية من التعقيد والفكاهة إلى المسرحية.
إبراز القيم والعيوب في الشخصية
تحمل الشخصية في المسرحية الفكاهية عيبًا يثير اهتمام الجمهور ويشعرهم بالارتباط بها. هذا العيب يجعل الشخصية أكثر واقعية وقربًا من الجمهور، ويشجعهم على متابعة تطورها النفسي والحواري في المسرحية.
تكون الشخصية مكشوفة للمتلقي وأفكارها واضحة بالنسبة إليه، حيث تجذب الشؤون الشخصية اهتمام الجمهور ومشاعرهم. في بعض الأحيان، يمكن أن يجلب هذا العيب الكوميديا من قلب المأساة، كما يظهر في مسرحية هاملت لشكسبير، حيث يمكن للجمهور أن يضحك في خضم المعاناة.
الخاتمة السعيدة في المسرحية
ينتهي أبطال المسرحية الفكاهية بنهاية سعيدة، حيث يحصلون على ما يتمنون أو يرضون بما آلت إليه الأحداث. هذا هو الفرق الأكبر بين المسرح الفكاهي والمسرح التراجيدي. فالكوميديا، بجميع أهدافها الترفيهية أو الإصلاحية، لا تتفق مع فكرة النهاية التعيسة والمؤلمة للبطل، بل تحقق رغبته أو تقدم ما يرضي الجمهور.
تعتبر النهاية السعيدة عنصرًا أساسيًا في المسرح الفكاهي، حيث تهدف إلى ترك انطباع إيجابي لدى الجمهور وإشعارهم بالبهجة والتفاؤل.
المراجع
- “comedy”,britannica, Retrieved 24/4/2022.
- “The Characteristics of Comedy Genre”,study., Retrieved 22/2/2022. Edited.
- “The Characteristics of Comedy Genre”,study., Retrieved 22/2/2022. Edited.
- “The Characteristics of Comedy Genre”,study., Retrieved 22/2/2022. Edited.
- “Characteristics Of A Comedy”,123help me, Retrieved 22/2/2022. Edited.
- “Characteristics Of A Comedy”,123help me, Retrieved 22/2/2022. Edited.