تفسير ماهية الشعر
الشعر في اللغة العربية هو الكلام المنظوم المقفى الذي يحمل معنى واضحاً ومحدداً. أما في الاصطلاح، فهو فن الكلام الجميل الذي يعتمد على الخيال والصور البلاغية. لقد ظهر الشعر في العصر الجاهلي واستمر في التطور عبر العصور حتى وصل إلى صورته الحالية. الشاعر هو الشخص الذي يتمتع برؤية فريدة للأشياء، ويعبر عنها بكلمات مؤثرة وجميلة، مستخدماً خيالاً واسعاً وقدرة على التصوير.
أصناف الشعر
- القصيدة التقليدية: يعتبر هذا النوع الأساس الذي بني عليه الشعر العربي بأكمله. يتكون البيت الشعري في القصيدة التقليدية من شطرين: الصدر والعجز، وتخضع القصيدة لقواعد محددة وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي.
- الشعر الحر أو شعر التفعيلة: يعتمد هذا النوع على التفعيلة كوحدة أساسية، ويتميز بالبساطة والوضوح في المعنى. يتكون من مقاطع مختلفة الطول، ويمكن تغيير عدد التفعيلات في كل مقطع.
القصيدة الوطنية
هي ضرب من ضروب الشعر الذي يعبر عن الحب والولاء للوطن، ويصف الشوق إليه. يعتبر هذا النوع من الأغراض الشعرية التي ظهرت في الأدب العربي على مر العصور، ويمكن ملاحظته في الشعر الأندلسي والعباسي وحتى الجاهلي من خلال وصف الأطلال والديار المهجورة.
في العصر الحديث، ازدهر الشعر الوطني نتيجة للظروف الصعبة التي مرت بها البلاد العربية، بما في ذلك الاستعمار الأجنبي والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
سمات القصيدة الوطنية ومراميها
- الارتباط العميق بالوطن: تعتبر هذه السمة الأساسية للقصيدة الوطنية. شعور الشاعر بالغربة أو رؤيته لوطنه يعاني من الاحتلال يدفعه إلى التعبير عن حبه وانتمائه من خلال الشعر.
- الحنين إلى الوطن: تعكس هذه السمة تجربة البعد القسري والتهجير. يقف الشاعر مدافعاً عن وطنه ضد الظلم والاستبداد، ويحرض أبناء شعبه على مقاومة المحتل.
- تمجيد البطولة وتخليد أصحابها: وذلك لتبقى ذكرى أفعالهم شاهداً على مر التاريخ.
- إبراز أهمية قيم الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال: والتأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
- زرع الأمل في نفوس الناس: وتذكيرهم بقدرتهم على التحرر من القيود واستعادة حريتهم، ورفع معنوياتهم في وجه التحديات.
- تهديد الظالمين بثورات عارمة: والتأكيد على أن الظلم لن يدوم وأن الشعوب قادرة على الانتصار.
مثال من القصيدة الوطنية الفلسطينية
يحتل الشعر الوطني الفلسطيني مكانة مرموقة في الشعر العربي. كتب العديد من الشعراء الفلسطينيين قصائد وطنية مؤثرة، مثل عبد الكريم الكرمي، وعبد الرحيم محمود، ومحمود درويش، وسميح القاسم. ومن أشهر الأمثلة على ذلك قصيدة “موطني” للشاعر إبراهيم طوقان، التي يقول فيها:
مَوطِني مَوطِنِي
الجلالُ والجمالُ والسَّنَاءُ والبَهَاءُ
في رُبَاكْ في رُبَاكْ
والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ
في هواكْ في هواكْ
هلْ أراكْ هلْ أراكْ
سالِماً مُنَعَّماً وَ غانِمَاً مُكَرَّمَاً
هلْ أراكْ في عُلاكْ
تبلُغُ السِّمَاكْ تبلغُ السِّمَاكْ
مَوطِنِي مَوطِنِي