توضيح مفهوم التفكير النقدي
عرّف العديد من علماء التربية الفكر النقدي بتعاريف مختلفة، حيث يرونه كمنهجية تفكيرية تهدف إلى إصدار الأحكام بناءً على قبول أو رفض الأمور، وذلك عن طريق فحص دقيق للتفكير الشخصي. وقد يستعان في ذلك بتفكير الآخرين، بهدف التكيف مع المحيط وتنميته وتطويره. كما يُعتبر وسيلة لتصنيف المعلومات، ترمي إلى فهمها والتمييز بين الحقائق والنتائج، واستبعاد المعلومات غير ذات الصلة وتقريب المعلومات الهامة، وهو أشبه بعملية تصفية للمعلومات بهدف الوصول إلى حكم معين.
السمات الأساسية للتفكير النقدي
أشار عدد من الخبراء في مجال التربية والتعليم إلى مجموعة من الخصائص التي تميز الفكر النقدي، وتتضمن ما يلي:
- التجميع المستمر للمعلومات: جمع المعلومات بشكل مستمر لبناء قاعدة معرفية تساعد في فهم جوانب المشكلة والإلمام بها، واستخدام هذه المعلومات بطريقة فعالة للوصول إلى حلول مناسبة.
- الاستمرار في البحث: المواظبة في عملية البحث عن المعلومات وأسبابها للوصول إلى بدائل كافية ومتنوعة.
- إعطاء الأهمية المتوازنة: منح جميع جوانب الموقف أو المشكلة القدر الكافي من الأهمية دون التركيز على جانب واحد على حساب الآخر، لتسهيل فهمها بشكل كامل وواضح.
- الاعتماد على الحقائق: الاستناد إلى الحقائق والمعرفة الكافية في النقاش الدائر حول القضية أو الموضوع المطروح.
- التفكير المنطقي: التحلي بالتفكير المنطقي للوصول إلى الحقائق والمعرفة المطلوبة.
الخصائص المميزة للمفكر الناقد
يتميز الشخص الذي يمارس الفكر النقدي بمجموعة من الصفات، منها:
- الإطلاع والانفتاح: أن يكون مطلعًا ومنفتحًا على الأفكار الجديدة، ويتجنب مناقشة الأمور التي لا يمتلك عنها معلومات كافية.
- معرفة الحاجة للمعلومات: أن يكون على دراية بمتى يحتاج إلى المعلومات التي يسعى إليها.
- التمييز بين النتائج: القدرة على التمييز بين النتائج الصحيحة والخاطئة.
- تجنب الأخطاء الشائعة: السعي لتجنب الأخطاء الشائعة في الاستدلال على المعلومات.
- كثرة التساؤل: الإكثار من طرح الأسئلة والاستفسارات.
- بناء مفردات لغوية: القدرة على بناء مفردات لغوية خاصة به لفهم الآخرين والتواصل معهم بفعالية.
- نقل الأفكار بوضوح: القدرة على نقل أفكاره إلى الآخرين بوضوح ودقة.
- التفكير الشمولي: امتلاك القدرة على التفكير بصورة شمولية لكافة جوانب القضية المطروحة.
- البحث عن الأسباب والبدائل: البحث الدائم عن الأسباب والبدائل الممكنة.
- اتخاذ موقف مستنير: اتخاذ موقف معين عند الوصول إلى أدلة وأسباب مقنعة تدعم هذا الموقف.
- التعامل المنظم مع التعقيد: التعامل مع المواقف المعقدة بطريقة أكثر تنظيمًا ومنهجية.
وقد ورد في الأثر عن أهمية التفكير والتدبر، قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24]. وهذا يدل على أهمية إعمال العقل في فهم الأمور والوصول إلى الحقائق.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ أَسَاءُوا أَسَأْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا” [رواه الترمذي]. وهذا الحديث يحث على الاستقلالية في التفكير وعدم الانسياق الأعمى وراء الآخرين.