مقدمة
الصوت هو ظاهرة طبيعية عبارة عن سلسلة من الموجات غير المرئية التي تستقبلها الكائنات الحية من خلال حاسة السمع. يقوم الدماغ البشري بمعالجة هذه الموجات الصوتية وتمييزها بناءً على المعلومات المخزنة لديه. علمياً، يُعرف الصوت بأنه الأثر الفيزيائي الذي تحدثه هذه الموجات على الأذنين، مما يمكننا من التعرف على الأصوات المحيطة من خلال تحليل الدماغ للإشارات التي يرسلها العصب السمعي.
ينتقل الصوت عبر الهواء كوسيط، وترتبط حركة الصوت من مصدره إلى المتلقي بالطاقة المنبعثة من كل موجة. كلما كانت الموجات الصوتية أقرب إلى نطاق السمع، كان الصوت أوضح. يقل وضوح الصوت كلما ابتعد المصدر. الموجة الصوتية هي مجموعة من الترددات التي تتفاعل مع جزيئات الهواء، ثم تنفصل عنها بعد مرور الصوت.
تطور دراسة الصوتيات
في العصور القديمة، لم يكن هناك اهتمام كبير بدراسة الأصوات أو التعرف على المجالات الصوتية. في القرن الأول قبل الميلاد، وضع الباحث اليوناني “بوليوس” بعض الأفكار حول الأصوات التي نسمعها وربطها بالصدى، وهو ارتداد الموجات الصوتية وتضخيمها عند انتشارها في الفضاء.
وصف علماء مسلمون، بمن فيهم ابن جني في القرن الرابع الهجري، طريقة الكلام عند الإنسان، وأطلقوا عليها “آلة النطق”. تم شرح كيفية إنتاج الأصوات من الإنسان بالاعتماد على الهواء الخارج من الفم، بمساعدة الفكين واللسان لترتيب المقاطع الصوتية لتكوين الكلمات والجمل لتسهيل فهمها من قبل المستمع.
العالم والطبيب ابن سينا اهتم بشكل كبير بوصف الصوت البشري، وأشار إلى أن الصوت يحدث نتيجة اهتزاز وضغط الهواء في المجال المحيط بالإنسان، وينتشر في جميع الاتجاهات المتاحة. وقسم الأصوات إلى نوعين:
- الأصوات المفهومة: هي الأصوات التي يسمعها الكائن الحي ويفهمها، مثل أصوات الكلام التي ندركها ونعرفها.
- الأصوات غير المفهومة: هي الأصوات التي نسمعها ولا نفهمها، إما بسبب عدم التعرف على مصدرها أو سماعها للمرة الأولى.
الخصائص المميزة للصوت
للصوت ثلاث خصائص أساسية:
حدة الصوت
تُعرف أيضاً بدرجة الصوت، وهي المسافة التي يصل إليها معدل ارتفاع الموجات الصوتية، وتعتمد على مصدر الصوت. يمكن أن يكون الصوت خافتاً أو مرتفعاً جداً، مما يؤدي إلى ما يعرف بالصراخ، وهو اندفاع الموجات الصوتية بسرعة عالية عبر جزيئات الهواء، مما يزيد من حدته وانتشاره. كلما زادت حدة الصوت، زاد عدم التناغم الصوتي إذا احتوى على العديد من الكلمات في وقت واحد.
قوة الصوت
وتسمى أيضاً كثافة الصوت، وهي زيادة في كمية الطاقة التي تنقل الصوت، وتنتج عن طريق زيادة تكثيف جزيئات الصوت. يقوم مكبر الصوت بتكثيف الصوت لزيادة تردده. يستخدم هذا، على سبيل المثال، عند التحدث مع عدد كبير من الأشخاص في وقت واحد، خاصة في الندوات والمحاضرات.
جودة الصوت
جودة الصوت هي مقياس يحدد مدى وضوح الصوت عند وصوله إلى المستمعين. كلما كان الصوت نقياً وواضحاً، وخالياً من المؤثرات التي تعيق وصوله وانتشاره، كان الصوت جيداً. العكس صحيح. من العوامل التي تؤثر على جودة الصوت: مقويات الترددات الصوتية التي تستخدمها المحطات الإذاعية أثناء البث، وتختلف جودة الصوت بين المناطق الجغرافية بناءً على مستوى التغطية للموجات الصوتية.
