سمات الشعر في العصر الأيوبي

استكشف السمات المميزة للشعر في حقبة الأيوبيين. تعرف على اتجاهات وأساليب الشعراء، المذهب اللفظي، المذهب السهل، وكيف بدأ الشعراء قصائدهم.

ملامح الشعر في الحقبة الأيوبية

تميز الشعر خلال العصر الأيوبي بعدة سمات فريدة، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • الإكثار من المحسنات البديعية: مال الشعراء إلى استخدام الزخارف اللغوية بشكل مكثف، مثل التورية والجناس والطباق. ومن الأمثلة على الطباق والمقابلة قول ابن الوردي:

    أَأُقْتَلُ بينَ جدِّكَ والمزاحِ:::بنبلِ جفونِكَ المرضى الصحاحِ
    وما لصباحِ وجهِكَ مِنْ مساءٍ:::وما لمساءِ شعركَ مِنْ صباحِ

  • التلاعب بالألفاظ: لجأ الشعراء إلى أساليب مختلفة للتلاعب بالألفاظ، مثل كتابة بيت يمكن قراءته من اليمين إلى اليسار ويبقى المعنى كما هو، أو كتابة بيت يكون مدحاً عند قراءته من اليمين إلى اليسار وذماً عند قراءته من اليسار إلى اليمين، أو الالتزام بكلمة معينة في بداية كل بيت.
  • الاقتباس: استخدم الشعراء أسلوب الاقتباس من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، كما في قول ابن نباتة:

    وأغيد جارت في القلوب فعاله:::وأسهرت الأجفان أجفانهُ الوسنى
    أجلْ نظراً إلى حاجبيه ولحظه:::ترى السحر منهقاب قوسين أو أدنى

  • ظهور فن “الحشيشيات”: ظهر هذا الفن الشعري الجديد في العصر الأيوبي نتيجة اكتشاف مادة الحشيش المخدرة، وأصبح غرضاً جديداً من أغراض الشعر.
  • إبراز الشعور بالقومية الإسلامية: اهتم الشعراء بالتركيز على نصرة الإسلام في أشعارهم، خاصة خلال حروب صلاح الدين الأيوبي، وحملوا أشعارهم مشاعرهم القومية.
  • الاهتمام بالبلاغة: تجلى اهتمام الشعراء بعلم البلاغة والبيان والبديع في أشعارهم، واستخدموا المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية بكثرة.
  • التشبيهات والمجازات: أكثر الشعراء من استخدام التشبيهات والمجازات والكنايات والاستعارات، كما في قول صفي الدين الحلي:

    سَوابِقُنا وَالنَقعُ وَالسُمرُ وَالظُبى:::وَأَحسابُنا وَالحِلمُ وَالبَأسُ وَالبِرُّهُ
    هُبوبُ الصِبا وَاللَيلُ وَالبَرقُ وَالقَضا:::وَشَمسُ الضُحى وَالطودُ وَالنارُ وَالبَحرُ

أساليب الشعراء في العصر الأيوبي

ظهر اتجاهان شعريان رئيسيان في العصر الأيوبي نتيجة محاولات الشعراء لتجديد مواضيعهم وأساليبهم:

الاتجاه اللفظي

في هذا المسار، عمد الشعراء إلى استخدام فنون البلاغة والمحسنات البديعية بهدف تزيين أشعارهم بطريقة تجذب الانتباه وتضفي عليها رونقاً خاصاً. ومع ذلك، أدى هذا النهج إلى الوقوع في فخ التصنع والتكلف، مما حوّل الأسلوب من وسيلة إلى غاية في حد ذاتها.

الأسلوب السهل

اتجه الشعراء في هذا الأسلوب إلى استخدام الألفاظ المألوفة والسهلة، إلا أن شعرهم لم ينجُ من التصنع والتكلف، مما أدى إلى ضعف وابتذال في الأبيات. انتشر هذا النمط بين مختلف شرائح المجتمع، وتناول مختلف الأغراض والمواضيع الشعرية.

طرق الشعراء في استهلال قصائدهم

انقسم الشعراء في العصر الأيوبي إلى فريقين فيما يتعلق بكيفية البدء في القصائد. سلك كل فريق طريقاً مختلفاً:

  • فريق يبدأ مباشرة في صلب القصيدة دون ذكر الأطلال.
  • فريق يفتتح القصيدة بالوقوف على الأطلال كمدخل للقصيدة.

المراجع

Total
0
Shares
المقال السابق

الشعر في العصر الأموي: نظرة متعمقة

المقال التالي

سمات الشعر في الفترة الإسلامية

مقالات مشابهة