نظرة عامة على الشعر المتحرر وخصائصه
الشعر المتحرر، أو ما يُعرف أيضًا بالشعر الحديث، هو نمط شعري يتميز بتحرره من القيود التقليدية التي كانت تفرضها القواعد الصارمة للقوافي والأوزان في الشعر الكلاسيكي. في هذا النوع من الشعر، يتألف البيت الشعري من شطر واحد، ولا يلتزم الشاعر بعدد محدد من التفعيلات. عدد التفعيلات يختلف من شطر إلى آخر بحرية تامة، لكن مع الحفاظ على تشابه التفعيلات في جميع الأشطر. الوحدة الأساسية التي يقوم عليها الشعر الحر هي التفعيلة.
الخصائص الأسلوبية للشعر المتحرر
يتميز الشعر المتحرر بأسلوبية فريدة تتجلى في عدة خصائص رئيسية:
- القوة: وتعني قدرة الشاعر على إحداث تأثير عميق في نفس القارئ أو المستمع. يستخدم الشاعر لهذا الغرض معاني قوية وألفاظًا بليغة تعبر بوضوح وفصاحة عن أفكاره ومشاعره الصادقة.
- الوضوح: ويعني قدرة الشاعر على اختيار الكلمات الدقيقة التي تعبر عن المعنى المقصود بشكل مباشر. الوضوح يعتبر من الصفات المرغوبة، خاصة في النصوص العلمية مثل النحو والصرف والتاريخ.
- الجزالة والرقة: وهما صفتان تصفان أسلوب الشاعر في التعبير عن المعاني. الجزالة تستخدم لوصف الموضوعات التي تتطلب قوة في التعبير، مثل الحرب. أما الرقة فتستخدم في الموضوعات التي تتطلب نعومة ولطفًا، مثل وصف الأزهار.
- الوحدة العضوية: وتعني أن القصيدة يجب أن تكون متكاملة كوحدة واحدة. يتحقق ذلك من خلال وحدة الموضوع، ووحدة المشاعر، وترتيب الأفكار والصور في القصيدة بشكل منطقي ومتسلسل من البداية إلى النهاية، مع ترابط الأجزاء والأبيات بشكل محكم بحيث يؤدي كل جزء إلى الجزء الذي يليه بتسلسل الأفكار والمشاعر والأحداث.
أبرز أعلام الشعر المتحرر
من بين أبرز الشعراء الذين ساهموا في تطوير هذا النوع من الشعر:
- الشاعرة نازك صادق الملائكة.
- الشاعر بدر شاكر السيّاب.
- الشاعر عبد الوهاب البياتي.
- الشاعر شاذل طاقة.
- الشاعر صلاح عبد الصبور.
أمثلة من القصائد المتحررة الشهيرة
نماذج من قصائد تعتبر من العلامات البارزة في مسيرة الشعر المتحرر:
قصيدة الكوليرا للشاعرة نازك الملائكة:
سكَن الليلُ
أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
في عُمْق الظلمةِ، تحتَ الصمتِ، على الأمواتْ
صَرخَاتٌ تعلو، تضطربُ
حزنٌ يتدفقُ، يلتهبُ
يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ
في كل فؤادٍ غليانُ
في الكوخِ الساكنِ أحزانُ
قصيدة أنشودة المطر للشاعر بدر شاكر السيّاب:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء … كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَرْ
كأنما تنبض في غوريهما، النّجومْ
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
المراجع
- أبمحمد نوشاد عالم النوري القاسمي، حركة الشعر الحر في الأدب العربي الحديث: الؤية والنشأة والرواد، صفحة 169-171. بتصرّف.
- خير الفؤاد، أدونيس: أسلوبه وشعوره في الشعر الحر، صفحة 16-18. بتصرّف.
- د. رحمة مهدي الريمي، في الأدب العربي الحديث، صفحة 26. بتصرّف.
- نازك الملائكة, “الكوليرا”، www.adab.com, تم الاسترجاع 11-5-2019. Edited.
- بدر شاكر السياب, “أنشودة المطر”، www.adab.com, تم الاسترجاع 11-5-2019. Edited.