السمات اللغوية والمعنوية للشعر القديم
يتميز الشعر القديم بمجموعة من الخصائص اللغوية والمعنوية التي تميزه عن غيره من الفنون الأدبية. يمكن إجمال هذه الخصائص في النقاط التالية:
- منهج القصيدة الجاهلية: تتبع القصائد الجاهلية الطويلة نمطًا وهيكلًا موحدًا، باستثناء مرثيات الرثاء وما شابهها.
- الإيجاز في عرض المعاني: يتميز الشعر القديم بعرض المعاني بإيجاز وسرعة، وذلك بسبب عمق دلالاتها. لا يتوقف الشاعر القديم عند وصف تفصيلي للمشاهد، بل يمر عليها مرورًا سريعًا مع الحفاظ على ترابط وتماسك المعاني.
- وحدة البيت والقصيدة: تتميز القصيدة بوحدة البيت الشعري ووحدة القصيدة ككل، حيث يشكل كل بيت وحدة مستقلة، وتتحد الأبيات لتقديم مجموعة من الصور المتكاملة.
- البساطة والصدق: يتسم الشعر القديم بالبساطة والصدق والبعد عن التكلف والتعقيد والفلسفة.
- توظيف الحكم والأمثال: يولي الشعر القديم اهتمامًا كبيرًا بتقديم الخبرات والتجارب الحياتية، لذلك تزخر القصائد القديمة بالحكم والأمثال.
- الطابع الغنائي: يعتبر الشعر الجاهلي القديم شعرًا غنائيًا، حيث كانت معظم القصائد ذاتية وتعبر عن مشاعر الشاعر. لم يعرف العرب الشعر القصصي الذي كان شائعًا لدى اليونان، كما لم يعرفوا الشعر التمثيلي أو التعليمي أو العلمي.
- الواقعية والبعد عن الخيال المفرط: لم ينغمس الشاعر الجاهلي في الخيال، بل وضع حدودًا له في قصيدته، واعتمد على التصوير المستمد من الواقع المادي المحسوس.
كما نرى، فإن الشعر القديم كان يعكس حياة المجتمع العربي في تلك الفترة، ويعبر عن قيمه وتقاليده وأفكاره.
مكانة الشاعر العربي القديم
كانت القبائل العربية تفتخر بالشعراء المبدعين الذين يخرجون من بين أبنائها، فالشاعر يرفع من شأن القبيلة أو يحط من شأن قبيلة أخرى.
لقد كرس الشاعر الجاهلي القديم أعماله الفنية وطاقاته الأدبية لخدمة قبيلته ونيل رضاها. لم يكن الشاعر يقف موقفًا سلبيًا تجاه قبيلته، بل كان يشاركها في حروبها بسيفه ولسانه. كان الجاهلي متعصبًا لقبيلته، ومتحمسًا للدفاع عنها، والإعلاء من شأنها، والتصدي للأعداء بالكلمة وتحديهم وطلب الثأر منهم.
وهكذا، كانت حياة الشاعر مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقبيلته، وكان يعتبر صوتها ولسانها.
وكان الشعر هو الوسيلة التي يتم بها حفظ تاريخ القبيلة وامجادها.
مسيرة تطور الشعر العربي العتيق
استمر الشعر العربي في التطور والازدهار عبر العصور، شأنه شأن الكائن الحي الذي يمر بمراحل النمو المختلفة. احتل الشعر مكانة مرموقة في الحياة الأدبية والفكرية والسياسية. ظهرت فنون شعرية جديدة تتعلق بالمضمون والأسلوب واللغة والوزن والقافية.
تنوعت أغراض الشعر، فظهر شعر الأطلال، وشعر الغزل العذري، وشعر الوصف، والشعر السياسي، والشعر الصوفي، والشعر الاجتماعي، والشعر الوطني، وشعر الموشحات. بالإضافة إلى ذلك، ظهر الشعر الحديث الذي اعتبر ثورة على قيود الشعر العربي التقليدي.
المصادر
- انصاف سلمان علوان الدليمي (9-3-2018)،”الخصائص اللفظية والمعنوية للشعر الجاهلي”،www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2018. بتصرّف.
- أبيسرى ناصر مهنا (4-1-2015)،”الشعر ديوان العرب”،www.al-sharq.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2018. بتصرّف.
- “دراسات في النشأة والموضوع والخصائص”،www.repository.ous.edu.sd:8080،page:113. اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2018. بتصرّف.