سمات الشعر الذي يعالج قضايا المجتمع

السمات المميزة للشعر الاجتماعي

الشعر الذي يعالج قضايا المجتمع يتميز بخصائص فريدة تميزه عبر العصور. هذه الخصائص تساهم في فعاليته وقدرته على التأثير في المتلقي وإحداث تغيير إيجابي.

التركيز على الواقع وتجنب الخيال المفرط

يعتمد هذا النوع من الشعر على الواقعية والابتعاد عن الخيال الجامح. يتميز بالأسلوب المباشر في تصوير الأحداث والمواقف الحقيقية. يهدف إلى معالجة القضايا الاجتماعية وإيجاد حلول عملية لها. تتميز اللغة بالوضوح والبساطة، وتكون قريبة من لغة الناس العاديين. كما يحرص الشاعر على مخاطبة العاطفة مع تقديم حجج واضحة وأساليب مقنعة.

الإيجاز في القصائد

غالباً ما تكون القصائد الاجتماعية قصيرة وموجزة، حيث تركز على قضية واحدة دون الخوض في مقدمات طويلة أو تفاصيل غير ضرورية. يستخدم الشعراء في هذا النوع من الشعر البحور الخفيفة التي تسهل عليهم اختيار الألفاظ المناسبة والتعبير عن أفكارهم بوضوح وإيجاز.

سهولة وبساطة اللغة

يتميز الشعر الذي يعالج قضايا المجتمع بالذاتية والبعد عن التكلف. يعبر الشعراء عن همومهم الاجتماعية بأسلوب بسيط وسهل الفهم. يتميز هذا النوع من الشعر بالقدرة على تجسيد هذه الهموم ونقلها إلى المتلقي بصدق وواقعية. يلجأ بعض الشعراء إلى استخدام الرمزية للتعبير عن بعض القضايا بطريقة غير مباشرة.

التماسك الموضوعي

يعتمد الشعر الذي يعالج قضايا المجتمع على الوحدة الموضوعية في بناء القصيدة. يركز الشاعر على قضية اجتماعية واحدة ويناقشها بتعمق في المقطع الواحد. قد يلجأ الشعراء إلى الأسلوب الخطابي، حيث تظهر الموعظة بشكل مباشر. يتم استخدام أسلوب الترغيب والترهيب، حيث يتم الترغيب في الفضائل والترهيب من ارتكاب المنكرات.

نماذج من الشعر الذي تناول قضايا المجتمع

فيما يلي بعض الأمثلة على الشعر الذي يعالج قضايا المجتمع:

قصيدة: قد علموا أن سيخطف الشبح

قال أبو العلاء المعري:

قَد عَلِموا أَن سَيُخطَفَ الشَبَحُ:::فَاِغتَبَقوا بِالمُدامِ وَاِصطَبَحوا
ما حَفِظوا جارَةً وَلا فَعَلوا:::خَيراً وَلا في مَكارِمٍ رَبِحوا
غالوا بِأَثوابِهِم فَما حَسُنوا:::في ذَهَبيَّ اللِباسِ بَل قُبِحوا
دَعوا إِلى اللَهِ كَي يُجيبَهُمُ:::سِيّانِ هُم وَالخَواسِئُ النُبُحُ
كَم قَتَلوا عاتِقاً وَكَم جَرَحوا:::دَنّاً وَكَم فارَ تاجِرٍ ذَبَحوا
لا تَغبِطِ القَومَ في ضَلالَتِهِم:::وَإِن رُؤوا في النَعيمِ قَد سَبَحوا

قصيدة: أجنت لك الوجد أغصان وكثبان

قال ابن الرومي:

أجْنَتْ لكَ الوجدَ أغصانٌ وكُثبانُ:::فيهنَّ نوعانِ تُفَّاحٌ وَرُمَّانُ
وفوق ذَينكَ أعنابٌ مُهَدَّلةٌ:::سودٌ لهن من الظلماء ألوانُ
وتحت هاتيك أعنابٌ تلوعُ به:::أطرافُهُنَّ قلوبُ القومِ قنوانُ
غصونُ بانٍ عليها الدهرَ فاكهةٌ:::وما الفواكه مما يحملُ البانُ
ونرجسٌ باتَ ساري الطلِّ يضربُهُ:::وأقحوان منيرُ النورِ ريَّان
أُلِّفنَ من كلِّ شيءٍ طيِّبٍ حسنٍ:::فهُنَّ فاكهةٌ شتَّى وريْحان
ثمارُ صدقٍ إذا عاينْتَ ظاهرها:::لكنها حين تبلو الطعمَ خُطبان
بل حلوة مرة طوراً يقال لها:::شهدٌ وطوراً يقول الناس ذيفانيا
ليتَ شعري وليتٌ غيرُ مُجديةٍ:::إلا استراحةَ قلبٍ وهو أسوان
لأي أمرٍ مرادٍ بالفتى جُمِعتْ:::تلكَ الفنونُ فضمتْهُنَّ أفنان
تجاورت في غصونٍ لسنَ من شجرٍ:::لكن غصونٌ لها وصلٌ وهِجران

المراجع

• أبصالح علي حسين الجميلي،الشعر في الصحافة الموصلية منذ مطلع القرن العشرين حتى عام 1958، صفحة 93-95. بتصرّف.
• ضيف الله سعد الحارثي،كتاب صور من الشعر الاجتماعي فى العصر العباسي، صفحة 133-138. بتصرّف.
• مصلح النجار،السراب والنبع، صفحة 97-98. بتصرّف.
• قد علموا أن سيخطف الشبح،الديوان.
• أجنت لك الوجد أغصان وكثبان،الديوان.