سمات التصرفات البشرية

استكشاف سمات التصرفات البشرية: الأسباب الدافعة، الأهداف، إمكانية التنبؤ، الضبط، القياس، وتأثير العوامل الخارجية.

مقدمة

التصرف الإنساني هو كل عمل أو رد فعل يصدر عن الإنسان، سواء كان هذا العمل ظاهراً وملموساً كالحركة أو الكلام، أو كان خفياً وباطنياً كالتفكير أو الشعور. إن فهم طبيعة هذا السلوك وخصائصه يعتبر أساسياً في مجالات علم النفس والاجتماع وغيرها. هذه المقالة ستستعرض أبرز السمات التي تميز التصرفات البشرية.

ميزة السببية

تشير إلى أن لكل تصرف دافع أو سبب يكمن وراءه. فلا يوجد سلوك عشوائي أو بلا مبرر. بل هناك مجموعة من العوامل، سواء كانت داخلية تتعلق بالفرد نفسه (مثل حالته النفسية أو الصحية)، أو خارجية مرتبطة بالبيئة المحيطة (مثل الضغوط الاجتماعية أو الظروف الاقتصادية)، هي التي تدفع الشخص للتصرف بطريقة معينة. هذا المفهوم يؤكد أن أفعالنا ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تفاعل معقد بين عوامل متعددة.

خاصية الحافز

الحافز هو القوة الدافعة التي تحرك الفرد نحو تحقيق هدف أو إشباع حاجة معينة. إنه المحرك الأساسي للسلوك، والذي يترجم الاحتياجات والرغبات إلى أفعال ملموسة. هذا يعني أننا نسعى دائماً إلى تحقيق التوازن وإرضاء دوافعنا المختلفة، سواء كانت دوافع مادية أو معنوية، شخصية أو اجتماعية. بدون حافز، يصبح السلوك خامداً وغير فعال.

خاصية الهدف

كل تصرف إنساني يهدف إلى تحقيق نتيجة معينة أو الوصول إلى غاية محددة. حتى الأفعال التي تبدو عفوية أو غير منطقية غالباً ما تكون مدفوعة بهدف ما، وإن كان غير واعٍ. هذا الهدف قد يكون بسيطاً كالحصول على المتعة أو تجنب الألم، أو قد يكون معقداً كتحقيق النجاح أو إرضاء الآخرين. الوعي بالهدف يساعدنا على فهم السلوك وتوجيهه نحو مسارات أكثر فعالية.

إمكانية التوقع

على الرغم من تعقيد السلوك البشري، إلا أنه ليس عشوائياً تماماً. بل يخضع لأنماط وقواعد معينة. إذا تمكنا من تحديد هذه القواعد والعوامل المؤثرة، يصبح من الممكن التنبؤ بالسلوك إلى حد ما. يعتقد علماء السلوك أن البيئة المحيطة بالفرد، بما في ذلك الظروف المادية والاجتماعية، تلعب دوراً حاسماً في تحديد سلوكه. وبالتالي، فإن معرفة الظروف البيئية للفرد تمكننا من توقع تصرفاته المحتملة.

إمكانية التهذيب

يمكن تعديل وتوجيه السلوك البشري من خلال التحكم في العوامل التي تؤثر فيه. هذا المفهوم يمثل أساساً لتقنيات تعديل السلوك، والتي تهدف إلى تغيير الأنماط السلوكية غير المرغوبة وتعزيز الأنماط المرغوبة. يشمل ذلك تنظيم الأحداث البيئية التي تسبق السلوك أو تليه، بالإضافة إلى استخدام مبادئ التعزيز والعقاب. الضبط الذاتي أيضاً يلعب دوراً هاماً، حيث يتعلم الفرد كيفية التحكم في تصرفاته بنفسه.

والضبط المراد منه تعديل السلوك هو الضبط الإيجابي، وبالتالي يجب الإكثار من أسلوب التعزيز والتقليل من أسلوب العقاب.

إمكانية التقييم

السلوك الإنساني معقد، جزء منه ظاهر وقابل للملاحظة والقياس، والجزء الآخر غير ظاهر ولا يمكن قياسه بشكل مباشر. هذا التعقيد أدى إلى خلاف بين العلماء حول أفضل الطرق لتفسير السلوك. ومع ذلك، فإن القياس والتحليل يظلان أساسيين في دراسة الظواهر الإنسانية. لهذا السبب، طور علماء النفس أساليب متنوعة لتقييم السلوك، مثل الملاحظة، وقوائم التقدير، والاختبارات النفسية. وحتى عندما يتعذر قياس السلوك بشكل مباشر، يمكن الاستدلال عليه من خلال مظاهره المختلفة.

تأثير المؤثرات الخارجية

يتأثر السلوك الإنساني بمجموعة واسعة من العوامل الخارجية، والتي تشمل البيئة المادية، والمواقف الاجتماعية، والأهل، والأصدقاء، والمجتمع ككل. هذه العوامل يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تصرفات الفرد، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. يمكن تقسيم هذه العوامل إلى مجموعتين رئيسيتين: عوامل داخلية تتعلق بالفرد نفسه (مثل حالته الجسدية والنفسية)، وعوامل خارجية تتعلق بالبيئة المحيطة به. التفاعل بين هاتين المجموعتين هو الذي يشكل السلوك الإنساني.

بالتالي، فإنّ السلوك قد يتأثر في مجموعتين كبيرتين من العوامل التي تنتمي للفرد والعوامل التي تنتمي للبيئة، حيث يُمكن تصنيف العوامل التي تنتمي للفرد جسدية وفسيولوجية ونفسية، ويُمكن تصنيف العوامل التي تنتمي للبيئة إلى فورية ومباشرة ونائية وغير مباشرة.

المصادر

  1. يافا وائل عبد ربه، تعديل السلوك الإنساني، صفحة 69. بتصرّف.
  2. جامعة الملك سعود، خصائص السلوك الإنساني، صفحة 1. بتصرّف.
  3. جامعة بغداد، السلوك، صفحة 4-8. بتصرّف.
  4. رائد يوسف الحاج، إدارة السلوك الإنساني والتنظيمي، صفحة 45. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

تحليل السلع: نظرة شاملة

المقال التالي

السمات المميزة للسور المدنية

مقالات مشابهة