مقدمة
التعليم يمثل عملية تفاعلية ديناميكية تتجسد في الأساليب السلوكية والعمليات المعرفية للإنسان، نتيجة لتفاعله مع محيطه المادي والاجتماعي. يعتبر التعليم مكملاً أساسياً لحياة الفرد، حيث يعزز ما اكتسبه في طفولته لتنمية القدرات الذهنية وفتح آفاق جديدة وتوسيع مداركه. يعتبر التعليم من الضروريات الحياتية، كالطعام والشراب، إذ لا يمكن للأمم أن تتقدم أو ترتقي أو تتنافس بدون التعليم.
وقد حث الرسول (صلى الله عليه وسلم) على التعليم وأهميته في الحياة، وذُكر في القرآن لما له من أهميةٍ كبيرة.
للتعليم سمات كثيرة سنتطرق إليها بالتفصيل.
تعديل الأنماط السلوكية
يشمل التعليم تغييرًا شبه دائم في سلوك وخبرة الإنسان، ويتجلى ذلك في ثلاثة أشكال رئيسية:
- اكتساب خبرات وأنماط سلوكية جديدة.
- التخلي عن بعض الأنماط السلوكية والخبرات القديمة.
- إدخال تعديلات على بعض الأنماط السلوكية والخبرات القائمة.
طبيعة التفاعل
التعليم هو عملية تفاعلية بين الفرد وبيئته المادية والاجتماعية بكل مكوناتها وظروفها. هذا التفاعل قد يكون عمليًا، حركيًا، حسيًا، كلاميًا، لغويًا، تأمليًا استدلاليًا، أو تفكيريًا.
عامل الديمومة
التعليم لا يقتصر على عمر معين أو مكان أو زمان محدد. يبدأ مع الفرد منذ الطفولة ويستمر معه طوال حياته. لا توجد قيود عمرية أو زمانية أو مكانية للتعليم، فقد يكون في الشوارع، المقاهي، المنازل، المدارس، دور العبادة، والجامعات.
التراكم والتدرج
يبدأ الفرد العملية التعليمية في مراحل عمرية صغيرة ويتعلم تدريجيًا كلما تقدم في السن والتعليم. يراكم الخبرات والمعلومات والمهارات بشكل متزايد.
المنهجية الشاملة
التعليم يمنح الفرد العديد من الأنماط السلوكية والخبرات، سواء كانت مرغوبة أو غير مرغوبة. قد يتحول الفرد أثناء التعليم إلى شخص عدواني أو غير أخلاقي، وقد يكتسب سلوكيات مرغوبة مثل التعاون والمحبة والصلاة والصيام.
القصدية
قد يكون التعليم موجهًا ومقصودًا لتحقيق هدف معين، أو غير مقصود ويأتي بشكل عرضي، مثل ما يتعلمه الفرد من خلال تجربة مر بها أو موقف عاشه.
عملية متكاملة للتغييرات
يشير هذا إلى التغييرات التي تحدث نتيجة للخبرة، المهارة، التدريب، والممارسة المستمرة. لا يشمل ذلك التغييرات الناتجة عن المرض، التعب، تعاطي المخدرات، أو النوم، لأن هذه التغييرات مؤقتة وليست ثابتة نسبيًا.
تنوع المظاهر
لا يقتصر التعليم على مجالات أو خبرات محددة، بل يشمل جميع التغييرات السلوكية والمظاهر العقلية والاجتماعية والانفعالية والأخلاقية والحركية والحسية واللغوية. من خلال كل هذه الجوانب، يطور الفرد مهاراته وقدراته على التفكير السليم، ويطور لغته وأساليب حياته.
الارتقاء
يبقى التعليم مجالاً قابلاً للنمو والتطور. نشهد كل يوم تغييرات وتطورات في العملية التعليمية من حيث الأساليب والمعلومات والطرق والإمكانيات.
الصلة بين المؤثرات
التعليم وتأثيره على الفرد يؤدي إلى ردة فعل تعرف بالاستجابة. كل ما يتعلمه الإنسان يؤثر فيه وفي حياته وأسلوب تفكيره، ويتضح ذلك من خلال استجابته وتغيره وتغيير طريقته في الحياة أو أسلوبه أو تفكيره وحتى آرائه.