جدول المحتويات:
مفهوم النسبية في العلم
إن التفكير العلمي، مهما بلغت دقته وأساليبه التحليلية، لا يستطيع الوصول إلى حقائق مطلقة لا تقبل الشك. كل معلومة يتم التوصل إليها تخضع للفحص والاختبار للتأكد من صحتها. فإبعاد القداسة عن العلوم يتفق مع جوهر التفكير العلمي، الذي يرفض التعصب ويتجنب إقحام المشاعر الشخصية.
فالعلم لا يدعي الكمال أو العصمة، بل يقر بأن المعرفة متغيرة ومتطورة باستمرار، وأن ما نعتبره حقيقة اليوم قد يتغير في ضوء اكتشافات جديدة. وهذا لا يقلل من قيمة العلم، بل يزيده مصداقية وقدرة على التكيف مع الواقع المتغير.
التجرد والموضوعية
تقوم العلوم على مبادئ التجرد والحياد التام، بعيداً عن أي تحيزات شخصية. هذا لا يقتصر على العلوم البحتة والتجريبية كالفيزياء والكيمياء، بل يشمل أيضاً العلوم التي تهتم بدراسة الظواهر الإنسانية، مثل علم الاجتماع. يعتمد المنهج العلمي في التفكير على استخدام معلومات علمية موثوقة تستند إلى الحقائق والفرضيات، دون التأثر بالرغبات الذاتية أو الميول الشخصية.
الموضوعية تتطلب من الباحث أن يكون محايداً في جمع البيانات وتحليلها، وأن يتجنب إدخال آرائه أو معتقداته الشخصية في البحث. هذا يساعد على ضمان أن النتائج تعكس الواقع بدقة، وأن تكون قابلة للتعميم على نطاق واسع.
المنهجية والتنظيم
يشير التنظيم في التفكير العلمي إلى استخدام أساليب منظمة تترتب فيها الأفكار بنسق محدد بعيداً عن العشوائية. بسبب التعقيد والتداخل الكبير بين العلوم، يتم اختيار المعلومات وتصنيفها في إطار محدد. تجدر الإشارة إلى أن أساليب التفكير الأخرى، كالفلسفي والأسطوري والديني، تتسم بالتنظيم أيضاً، لكنه تنظيم تلقائي. وعلى النقيض من ذلك، فإن التفكير العلمي يعتمد على تنظيم مقصود وجهد واعٍ.
التنظيم يساعد على تسهيل عملية البحث والتحليل، ويمنع التشتت والضياع في التفاصيل. كما أنه يساعد على تحديد الأولويات وتحديد المهام المطلوبة لتحقيق الأهداف المرجوة.
التحقق والبرهنة
يتميز التفكير العلمي عن غيره من أساليب التفكير بأنه يعتمد على الأدلة والبراهين القاطعة، المستمدة من الملاحظة الدقيقة والخطوات التجريبية المدروسة، بطريقة تعتمد على المنطق السليم والاستدلال الصحيح.
قال تعالى: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 111].
التحقق يتطلب من الباحث أن يقدم أدلة قوية تدعم فرضيته، وأن يكون قادراً على تكرار النتائج في ظروف مختلفة. هذا يساعد على ضمان أن النتائج موثوقة وصالحة، وأنها لا تعتمد على الصدفة أو التحيز.
البحث عن العلل والأسباب
يسعى التفكير العلمي باستمرار لتفسير الأحداث والظواهر التي يشهدها العالم. لقد حاول الإنسان إشباع فضوله للمعرفة والتعلم من خلال البحث عن أسباب حدوث هذه الظواهر، لكن هذا الشغف اختلف من شخص لآخر، فاكتفى البعض بالنتائج النهائية. إلا أن التطور والتقدم الإنساني يتطلبان معرفة الأسباب والدوافع الكامنة وراء الأشياء.
قال صلى الله عليه وسلم: “تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ شِفَاءً”.
البحث عن الأسباب يساعد على فهم كيفية عمل الأشياء، وعلى التنبؤ بالأحداث المستقبلية. كما أنه يساعد على تطوير حلول للمشاكل التي تواجهنا، وعلى تحسين حياتنا.
المصادر والمراجع
- أب⋅ محمد فرج،”مهارات إدارة التفكير من التفكير العشوائي إلى التفكير العلمي”صفحة 5 و6،www.elibrary.mediu.edu.my، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-2. بتصرّف.
- “مهارات التفكير العلمي”، صفحة 6،www.thesis.univ-biskra.dz، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-2. بتصرّف.