سلوك المسلم بين رضا الله ورضا الناس

كيف يوازن المسلم بين رضاء الله ورضاء الناس؟ ما هي نتائج إرضاء الناس بسخط الله؟ طرق اكتساب رضا الله تعالى.

فهرس المحتويات

عواقب إرضاء الخلق بسخط الخالق
أولوية رضا الله تعالى
سبل نيل رضا الرحمن

عواقب إرضاء الخلق بسخط الخالق

يُحذر الإسلام بشدة من إرضاء الناس على حساب رضا الله عز وجل. فالله سبحانه وتعالى توعد من يتخلى عن مرضاته طلباً لرضا البشر. إن سخط الله يُعدّ سببًا للهلاك والخسران في الدنيا والآخرة. فالمعصية المرتكبة لإرضاء الناس تُجرّ على العبد عقابًا يُمكن أن يكون في الدنيا وفي الآخرة. وتنقسم هذه المعصية إلى نوعين رئيسيين:

الأول: الكفر، إذا توافرت شروطه وانتفت موانعه، كارتكاب أعمال كفرية أو نطق بألفاظ كفرية مع العلم بحرمتها، و اختيار الفعل تعمدًا دون إكراه.

الثاني: الذنب، وهو ما عدا أعمال الكفر وأقواله، كشرب الخمر، أو سماع الموسيقى المحرمة، والكذب، وعدم غض البصر، وغيرها من الذنوب التي يرتكبها المرء لإرضاء الآخرين، مُغضِبًا الله بذلك.

أولوية رضا الله تعالى

يُؤكد الإسلام على أن رضا الناس يأتي بعد رضا الله. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله إلى الناس.) [٢]

يوضح هذا الحديث أهمية السعي لنيل رضا الله تعالى أولاً، دون الاهتمام برضا الخلق. فمن نال رضا الله، نال رضا الناس أيضًا، كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) [٣]. ويجب التنويه أن لفظ “الناس” قد يُراد به جماعة دون الجميع. فالمقصود محبة أهل الإيمان، كما فسّر ذلك قتادة، بأنها محبة في قلوب المؤمنين.[٢] وإن سعي البعض لنيل رضا الناس بسخط الله يُعدّ من صفات المنافقين.[٤]

سبل نيل رضا الرحمن

يوجد العديد من الأعمال الصالحة التي تُقرّب العبد من الله وتنال بها رضاه. وقد دلّنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على كثير منها. فطاعة الله في أوامره واجتناب نواهيه هي أهم ما يرضي الله عن عباده. ومن أهم هذه الطرق:

  • عبادة الله وحده لا شريك له، والاعتصام بحبله، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويسخط لكم ثلاثًا، يرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويسخط لكم: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال).
  • مناصحة ولاة الأمر.
  • محبة لقاء الله، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).
  • شكر الله تعالى في السراء والضراء، كما قال سبحانه: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [٥].
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

دليل التعامل الراقي مع الأفراد ذوي الهمم

المقال التالي

التعب والإرهاق في بداية الحمل

مقالات مشابهة