سلوكيات قبيحة: تعريفها، أركانها، وآثارها

استكشاف مفهوم السلوكيات القبيحة في الإسلام، أركانها الرئيسية، وتأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع.

الأخلاق في الإسلام: منهج حياة سامي

حث الإسلام على التمسك بمكارم الأخلاق واجتناب رذائلها، كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ)،[١] وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)،[٢] فالإسلام يُكَرّمُ صاحب الخلق الحسن ويُذمّ من يتصف بالسلوكيات القبيحة.

ما المقصود بالسلوكيات القبيحة؟

لغةً، تأتي كلمة “سوء” من الفعل “ساء”، وتعني القبح وضد الحسن. اصطلاحاً، يُقصد بالسلوكيات القبيحة الأفعال المنكرة التي تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وهي تلك الأفعال القبيحة التي لا يصدرها المسلم السويّ.

أركان السلوكيات القبيحة: جذور السلوكيات السيئة

تتجذر السلوكيات القبيحة في عدة أركان رئيسية:

الجهل: غياب المعرفة

يُشكل الجهل عائقاً كبيراً، إذ يجعل الفرد يرى الحسن قبيحاً والعكس صحيح. فالتعلم والمعرفة ضروريان لتجنب الوقوع في مثل هذه السلوكيات.

الظلم: انحراف عن الحق

يدفع الظلم الفرد إلى وضع الأمور في غير مواضعها، فيغضب حيث يجب الرضا، ويرضى حيث يجب الغضب، ويبخل حيث يجب العطاء، ويعطي حيث يجب البخل.

الهوى: اتباع الشهوات

تُحمل الشهوات الإنسان على الأخلاق السيئة، وقد حذّرت النصوص الشرعية من اتباع الهوى، مبينةً آثار ذلك في الدنيا والآخرة.

الغضب: سطوة العواطف

يُسبب الغضب الكبر والحقد والتعالي وسائر السلوكيات القبيحة. وقد نهت الشريعة الإسلامية عن الغضب لما يترتب عليه من آثار سيئة على الفرد والمجتمع.

آثار السلوكيات القبيحة: عواقب وخيمة

غضب الله وسخطه

إنّ صاحب السلوكيات القبيحة مكروه عند الله وعند الناس، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربَكم مني في الآخرةِ مجالسَ أحاسنُكم أخلاقًا ، وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرةِ أسوؤكم أخلاقًا، الثَّرْثَارُونَ المُتَشَدِّقُونَ المُتَفَيْهِقونَ).[٧][٨][٥]

الهمّ والغمّ: ضياع السعادة

يُسبب سوء الخلق ضيقاً نفسياً للفرد وأسرته، وقد وصف ابن دينار -رحمه الله- ذلك بقوله: “السيء الخلق أشقى الناس به نفسه التي بين جنبيه، هي منه في بلاء، ثم زوجته، ثم ولده…”

ذمّ الناس: فقدان الاحترام

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أهلُ الجنةِ، من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناءِ الناسِ خيرًا، وهو يسمعُ، وأهلُ النارِ من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناءِ الناسِ شرًّا، وهو يسمعُ).[٩][٥]

المراجع

[١] سورة النحل، آية: 90

[٢] رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، صحيح.

[٥] (مصدر متعدد، يرجى الرجوع إلى المراجع الأصلية)

[٧] رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي ثعلبة الخشني، صحيح.

[٨] رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ثعلبة الخشني.

[٩] رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عباس وأنس بن مالك، حديث صحيح.

Total
0
Shares
المقال السابق

فهم سوء التغذية: الأسباب، الأعراض، والعلاج

المقال التالي

سورة آل عمران: شرح و تفاصيل

مقالات مشابهة